الصفحة الرئيسية / التسريح بالقنافذ           (رومانسكي )

التسريح بالقنافذ           (رومانسكي )

١-القنفذ من الحيوانات الثديية وهو ينام شتاءاًويستيقظ ربيعاً تغطي جسمه اشواك يقدر عددها بعشرين الف شوكة (للدفاع والهجوم) ويصطحبه البدو في الصحراء لقتل العقارب والثعابين 

٢-لايستفاد من لحم القنفذ وكذلك لايستفاد من بيضه وهنا تكمن الضربة الفنية لمقولة (سرحوه بالقنافذ) اي لايرجو من هذه الوظيفة سوى التعب وقتل الوقت والدوران حولها (مشاغلة الاخر)بحرفة بلا مردود ايجابي يمتهنها البعض للتخلص من بعض قصيري النظر واللجوجين وبعض الملتصقين (وإبعادهم عن لب الاشياء ومقاصدها)

٣-يعيش القنفذ حياته وفق نظرية (الاقتراب المؤلم والابتعاد الآمن)ففي فصل الشتاء تقترب القنافذ من بعضها للتدفئة ولكن دون ان تشعر ستتشابك الاشواك فتنغرز في بعضها البعض وتتألم منها فتبتعد الى الوراء للتخلص من الالم ولكن سرعان ماتعود للاقتراب من نظرائها للتخلص من البرد وهكذا تصمم علاقاتها بين اقتراب مؤلم وابتعاد آمن محسوب وهي نظرية يسحبها بعض المراقبين على عالم العلاقات السياسية بكل فروعه الخاص والعام  ويرى البعض ان النظرية تلاقي بعض المصداقية في ملعب السياسة الفسيح 

٤-السفيرة الاميركية رومانسكي المتكونة من نصفين النصف الاول(أمني)حيث قضت العقد الاول من عمرها الوظيفي في وكالة الاستخبارات الامريكيةCIA   ونالت  جائزة (الاداء الاستثنائي )قبل ان تغادر عملها هناك. والنصف الثاني الطويل (دبلوماسي)بعد ان أتقنت اللغات الفرنسية والعربية والعبرية واصبحت خبيرة في عالم الشرق الوسط وصحارى العرب واسواق الذهب في مدينة القدس  وأوقات شروق الشمس التي تحبها وهي المنحدرة من (والدة)من مقاطعة كيبك الكندية التي تتشهى الشمس كما تتشهى تفاح (ماكنتوش) اللذيذ 

٥-رومانسكي صاحبة نظرية في عملها الدبلوماسي تسميها (المشورة الميدانية) فهي تتنقل بين مفردات الحياة العراقية الرسمية وغير الرسمية من حكومة ووزراء الى ملاعب ورياضيين وعشائر وسياسيين في حركة تفصيلية مزدحمة على جدول اعمالها اليومي 

٦-يرى البعض في هذه الحركة الغير مألوفة كما يسمونها حركة مريبة لاكتشاف عناصر القوة والضعف لدى المجتمع وزجها وتسخيرها في مشروع السفارة السياسي والثقافي ومقاربة اجنبية في طرح نموذج حياة وعلاقات محسوبة لصالح الاخرين 

٧- البعض الاخر يرى ان حركة السفيرة هي حركة طبيعية ويزيد على ذلك بعدم خروجها عن العرف الدبلوماسي الذي يقصد به(التمثيل)عن دولتها فهي في عالم العرض لما تملك وعالم الاخذ من الاخر  بلا غالب او مغلوب  فلم يفرض العرف الدبلوماسي عدم زيارة مناطق حضارية او تلبية دعوة عشاء او مشاهدة كرة قدم  او لقاء رجال سياسة (لتقدم قرائتها واحاطاتها كاملة ) لبلدها 

٨-ويزيد البعض ان السفيرة تتحرك في نهارات عراقية وتحت الشمس ويمكن للاجهزة المختصة ان تقدم ما تملك من تقارير ومعلومات عن اية حركة تضر وتخرق مهام السفير او تدخل في الشأن الداخلي وبالتالي تنبيه او استدعاء او او او يتخذ بذلك الاداء 

٩-هناك من يرى ان السفيرة ادائها استثنائي في تطبيق نظرية(التسريح بالقنافذ)فهي تقترب وتبتعد تاركة الجميع (يتسلّون) في تحليل ابعاد اللقاءات في نشوة حالمة بالدفء قبل ان يفيقوا على وخز شوكة فيتراجعوا الى الوراء الغير بعيد في مراوحة لاتخلو من متعة واعجاب 

١٠-وهناك من له رأي يقول ان للدول مصالح واجندات ومن هذه الدول العراق فلماذا نستصغر دورنا في التأثير على الاخرين ولو كانوا كباراً       فعالم الرأي والمشورة والابداع ليس حصرياً لدولة اولشعب دون اخر  معللين ذلك بصغر كوكب الارض بطرقه الافتراضية ومواصلاته السريعة مستذكرين مقالة لا تخلو من السحر وهي(قد يصنع الصغار ما لايقدر عليه الكبار)
والعراق كبير بتأريخه وقوانينه وطبه وآدابه وارادات ابنائه وسواقي روحانياته المترعة زلالاً ورحمة للعالمين


18-05-2023, 13:40
العودة للخلف