أقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مراسم استقبال لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني بعد وصوله إلى أنقرة.
ودخل رئيس الوزراء والرئيس التركي بعد اختتام المراسم لاجتماع من المؤمل أن يناقش ملفات مشتركة.
وكان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني قد بدأ، اليوم الثلاثاء، زيارة إلى الجمهورية التركية على رأس وفد حكومي رفيع.
وحدد رئيس الوزراء، أمس الاثنين، أهداف الزيارة.
وقال السوداني في مقال قبيل زيارته إلى تركيا، إن" الزيارة تكتسب أهمية خاصة في هذا التوقيت تحديدا مع التطورات الإيجابية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على صعيد تعزيز التعاون بين دولة، وحشد الجهود من أجل تحقيق التكامل الاقتصادي ودفعه قدما، وحل الخلافات استنادا إلى منهجية الحوار المتعقل الذي يغلب المصلحة ويعلى من شأن التعاون بين الجيران بغية تحقيق مصالح الشعوب".
وأضاف السوداني "سنركز في مباحثاتنا مع الجانب التركي على تعزيز العلاقات العراقية– التركية في المجالات كافة وخاصة المجال الاقتصادي لاسيما ونحن نتطلع إلى تنفيذ مشروعات اقتصادية طموحة في قطاعي الطاقة والنقل وتحويل العراق إلى مركز للتجارة العالمية بين آسيا وأوروبا من خلال مشروع ميناء الفاو الكبير وما يرتبط به من مناطق اقتصادية وتجمعات سكنية ونقاط للجذب السياحي".
وتابع "نتطلع من هذا المشروع العملاق، الذي سيمتد على مساحة تزيد عن 20 ميلا مربعا، إلى فتح الطريق أمام وثبة اقتصادية للعراق"، مشيرا إلى، أنه" سيسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين العراق وجيرانه وعلى رأسهم تركيا من ناحية وبلدان أوروبا وآسيا من ناحية أخرى".
وذكر، أن "مشروع ميناء الفاو الكبير سيشمل ممر القناة الجافة التي سيشكلها طريق سريع وخطا للسكك الحديدية ويمر عبر الديوانية والنجف وكربلاء وبغداد والموصل ويمتد إلى الحدود التركية، ما يتيح الوصول إلى ميناء مرسين وأوروبا عبر إسطنبول"، موضحا "أننا سنناقش تفاصيل هذه المشروعات مع المسؤولين الأتراك في إطار مساعينا لتعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية مع تركيا التي وصل ميزان العراق التجاري معها إلى نحو 20 مليار دولار تتمثل في واردات تركية من المنتجات الكيماوية، والبذور والحبوب والبقوليات، والمفروشات والأدوية والمستلزمات الطبية، وصادرات عراقية إلى تركيا تتركز في النفط".
وبشأن الصعيد الأمني، ذكر السوداني أن "ضبط الحدود سيحتل جانبا من المحادثات وكذلك التعاون المشترك بين العراق وتركيا خاصة في الجانب الاستخباري وتبادل المعلومات".
وحول الحصص المائية، أكد رئيس الوزراء أن" مشكلة المياه ستحتل حيزا من المناقشات في أنقرة"، مثمنا" مساعي الجانب التركي في زيادة حصص المياه التي انطلقت من خلف السدود للعراق".
وذكر "أننا سنبحث معهم كيفية التعاون والتنسيق لضمان حصول العراق على احتياجاته من المياه التي تعد شريان حياة للتنمية والتوسع الزراعي"، لافتا، إلى "أننا سنؤكد على تضامننا الكامل مع جيراننا الأتراك في مصابهم الأليم بعد الزلزال الكبير واستمرار تقديمنا لكافة المساعدات التي يحتاجون إليها في هذا الوقت العصيب".
ولفت رئيس الوزراء إلى، أن "الزيارة الحالية تأتي في توقيت بالغ الأهمية بالنسبة للمنطقة التي تنشد تعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي وحشد الجهود بما يصب في صالح التنمية الاقتصادية، وتتناغم هذه الجهود مع أولوياتنا الداخلية في العراق والتي نضع على رأسها محاربة الفساد ودفع عجلة التنمية الاقتصادية حتى يشعر المواطن العراقي بالأثر المأمول وبأسرع وقت ممكن".
وذكر، أن "مشاريع التعاون الاقتصادي التي ننشدها مع أنقرة ستسهم بشكل كبير في خلق فرص العمل في عديد من المحافظات العراقية وستسرع من وتيرة تحول العراق إلى مركز تجاري يربط القارتين الأوروبية والآسيوية، وسيضع العراق بقوة على خريطة التجارة العالمية"، موضحا "أننا نضع بالتوازي خططا للتعاون مع تركيا لتعزيز قدراتنا الاقتصادية المشتركة وطبقا لجداول زمنية للمشاريع ذات الأولوية، مع حرصنا على تنويع مصادر الطاقة والاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة لخدمة الطموحات التنموية".
وبين، أن "المستقبل القريب سيشهد انخراطا اقتصاديا أكبر مع تركيا ومع كل جيراننا ومنطقتنا لأن هذا الانخراط والتعاون المشترك هو السبيل الوحيد لتجاوز تبعات الأزمات العالمية والتحديات التي تفرضها علينا في هذا التوقيت الحساس"، مشيرا إلى "أننا أكدنا على ذلك سواء خلال قمة بغداد الثانية التي عقدت في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة أو عبر الزيارات التي قمت بها مؤخرا إلى الإمارات العربية المتحدة والقاهرة".
وأكد، أن" نهج العراق في الفترة الحالية والمستقبلية واضح لا تخطئه عين وهو يعتمد على تعزيز التعاون مع الأشقاء والجيران على الأصعدة السياسية والتجارية والاقتصادية بهدف توثيق التعاون ودفع جهودنا في الداخل العراقي لتحقيق أولوياتنا المعلنة والتي لن نحيد عنها في محاولة صادقة لتغيير واقع المواطن العراقي وتوفير احتياجاته وتغليب مصلحة العراق ومصلحته على كل مصلحة وسط جو من التعاون والحوار البناء مع دول الجوار والأشقاء في محيطنا العربي