خاطرة -
تثبت لنا الايام يوماً بعد آخر ان فيض الرحمن علينا له أشكال وواجهات متعددة، من عطاء ثم استشهاد الصدرين، الى عطاء ثم استشهاد الدعاة الميامين، الى زوال الشيوعية ودولتها الملحدة، الى زوال صدام بعد يأس الكثيرين، الى الى.
أما الان وتحديداً في جغرافيا انتشار شيعة علي ع، وتحديداً في عراق الحسين ع، لا نستطيع ان ننكر عدم وضوح ذلك الفيض في شخص المرجع الاعلى السيد علي السيستاني.
مراقبته ومتابعته وارشاداته لمجريات احداث العراق بتعقيداتها وغليانها السريع وانتكاساتها المتتالية وأحزانها المتعددة الاوجه تبقى محل احترام وتقدير واجلال.
في هذه الأثناء لدينا يومياً صراعات سياسية في بورصة مرشحين متقلبة وغير سائرة على وتيرة واحدة، فيرشح فلان ويبدل بسهم زميله او منافسه في كتلته بعد سويعات، عدا عن استسهال ثقافة التسقيط، وهلم جرا في دراما الترشيحات للمنصب التنفيذي الاول للبلاد وهي في احرج أوقاتها واعقدها وأصعبها.
العقلاء يقولون للسياسيين ورؤساء الكتل الشيعية اختاروا أفضل المرشحين لان مواكبة السيستاني غير ما بعد السيستاني، فالمرجع البديل سيحتاج الى وقت وفريق واجواء تساعد بالاضافة الى تفهم دولي ووووو ونحن قد لا نملك هكذا متسع من الوقت او فرص للتعلم والمداراة، مدركين جيدا ان السيد السيستاني وليد ظروف خاصة قد لا تتكرر بالسرعة المطلوبة.
من يا ترى سيكون رئيس وزرائنا القادم؟ والذي عليه ان يتخذ من السيد السيستاني معلّم ويقتدي به، ويسترشد بقراراته ورؤاه الحكيمة؟ ويجب على ذلك المكلف ان يكون ذو دراية ونباهة ليستثمر كل الفرص المتاحة له في زمن السيد السيستاني، فلقد ضيع سياسيينا الكثير من الفرص وعليهم الان ان يدركوا ان الفرص والزمن كالسيف ان لم تقطعه قطعك.
حفظ الله لنا السيد الشيخ الجليل واطال الله في عمره رحمة بالعباد والبلاد.
لقمان عبد الرحيم الفيلي
السبت ٢٠٢٠/٢/١