بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم وكلمات الوقف السني في الموصل وعلماء الموصل و العتبة الحسينية المقدسة القاها الشيخ خليل العلياوي مدير مركز الصادق الامين في محافظة نينوى.
وقال الشيخ العلياوي بهذه المناسبة العظيمة مناسبة ولادة منقذ الانام وخاتم الرسل والأنبياء نرفع اسمى آيات التهاني والتبريكات للأمة الإسلامية جمعاء ولمراجع الدين العظام ولاسيما المرجعية العليا في النجف الأشرف بل لجميع الأحرار في العالم.
وأضاف.. بداية اشكر جميع الإخوة الحضور وأخص بالذكر القائمين على هذه المحفل البهيج الذي جمعنا وإياكم كي نحتفل بولادة حبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا المحمود الاحمد والمصطفى الامجد ابي القاسم محمد فجميعنا نعلم أن النبي الأكرم كان فيه من الصفات والمميزات مالم يكن لدى غيره والمميزات أهلته لقيادة الأمة لأن سيرة النبي (صلوات الله وسلامه عليه وآله الأطهار) كانت مثالا حيا وانعكاسا جليا، لمفاهيم التواصل الإنساني ومبادئه التي تعدت حدود الدين، وتـــجاوزت أسوار العقيدة، لتشكل قدوة يُحتذى بها للتعايش السلمي والاعتدال لذلك اوجب علينا الاقتداء به في وقتنا الحاضر والتركيز عليه سواء في الامور الدينية اوالسياسية.
وتابع .. لقد تعددت ألوان التعايش السلمي الذي كان يتمتع به الناس في ظل النظام الالهي نظام الإسلام العادل الذي كان يطبقه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ليشمل النصارى واليهود وغيرهم ممن كان يجمعهم المكان والزمان الواحد بل جميع القبائل والطوائف والمذاهب والأديان والأحرار والعبيد والموالي والأعراب.
ولفت .. يوجد عدد من الروايات تشير إلى التعايش السلمي والتسامح لأهل بيت النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) فهناك رواية جميلة جداً نقلت عن معاوية بن أبي وهب أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام: "عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن معاوية بن وهب قال: قلت له: كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وبين خلطائنا من الناس ممن ليسوا على أمرنا؟ فقال تنظرون إلى أئمتكم الذين تقتدون بهم فتصنعون ما يصنعون، فو الله إنهم ليعودون مرضاهم، ويشهدون جنائزهم.
وتابع.. فالجميع يؤمن بالله الواحد الأحد وبرسالة النبي المصطفى (صلى الله عليه وآلة وسلم) وبالمعاد وبالقرآن الكريم الذي حفظه الله من التحريف مع السنة النبوية الشريفة، وبمودة ومحبة اهل البيت (عليهم السلام) الذي أمر الله بمودتهم اذ قال تعالى ( قل لا اسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ونحو ذلك مما يشترك فيه المسلمون من الصلاة والصيام والحج وغيرها ..
وأضاف.. فهذه المشتركات هي الأساس القويم للوحدة الاسلامية لان ديننا دين الرحمة ودين التعاطف والمحبة والإخاء ولذلك نجد ان الشريعة الإسلامية وضعت اسساً ومفاهيم شاملة وكاملة أظهرت من خلالها الحكمة الإلهية في ابها صورها بحيث اهتمت بالإنسان اهتماماً كبيرا بحيث سخرت له الوجود كي يحيى حياة كريمة ولذلك جعلت التعدي على أرواح المسلمين واموالهم واعراضهم من الذنوب الكبائر ومن المحرمات بل لا يُجيز الإسلام إهانة معتقدات أي دين أو مذهب.
وقال.. أيها الأعزة من نعم الله علينا في هذا الزمان وجود المرجعية الدينية في العراق وكيف اهتمت اهتماماً كبيراً في الدفاع عن العراق وبجميع طوائفه حينما تصف اهل السنة تصفهم بأنفسنا وانا سمعت ذلك بنفسي.. وعندما تتحدث عن المكون المسيحي والأيزيدي تقول عنهم هم امانة في اعناقناروهذا ليس مجرد كلام كما تعلمون بل هو واقع حال والجميع يعلم الدور الابوي للمرجعية الدينية وما قدمته من تضحيات لأجل هذا البلد العزيز وابرزها مصداقا تلك الفتوى المباركة التي حررت البلاد من العصابات التكفرية المتمثلة بداعش بحيث سالت انهار من الدماء من اجل تحرير عراقنا العزيز فالواجب علينا أيها الاعزة ان نفي للمرجعية وللشهداء ولجميع من ضحى من اجل العراق وان نتكاتف فيما بيننا لنبذ الطائفية المقيته والتفرقة ونتعايش بسلام لان عراقنا عزيز ويستحق منا التضحية.
بدوره قدم الشيخ رامي العبادي مدير مركز محاربة الارهاب الفكري في نينوى بكلمة له الشكر والتقدير للعتبة الحسينية المقدسة وتواصلها الدائم في دعم السلم الاهلي مبينا ان الموصل بدات تستعيد هويتها الحقيقية في التعايش السلمي ونبذ التطرف ومحاربة الفكر الداعشي الذي عاث فسادا مع ضرورة التواصل على تاكيد التعايش السلمي وتعزيز التعاون مع الاجهزة الامنية في دعم الاستقرار.