بعد قيام الرئيس الأميركي جو بايدن، إعلان توقيع اتفاقية للربط الكهربائي بين العراق والسعودية ودول الخليج، بدأت خطوات تشكيل تحالف ضد روسيا والصين وإيران تظهر ملامحها بشكل واضح.
وكانت مواقف الدول العربية وأميركا واضحة من قمة جدة وهي رسم مسار ستراتيجي لتعزيز موقع واشنطن في المنطقة وتأكيد تحالفها مع دول المنطقة وإسرائيل في مواجهة روسيا والصين وبالضمن إيران.
وفي إعلان القدس أمس عبر الرئيس الأمريكي عن هذا بمنتهى الصراحة.
لكن العراق الذي لديه تبادل تجاري مع الصين بأضعاف مالديه مع أمريكا ماهو دوره وبنك أهدافه الاستراتيجية بهذا الحضور.
ويبدو أن قصة الربط الكهربائي وإن كانت صحيحة لكنها ليست مجرد تعاون اقتصادي بحت مع العراق بل هي مجرد ثمن بخس كبداية لمحاولة إدخال العراق في محور التحالف الأمريكي ضد روسيا والصين وإيران ، وهذا الثمن البخس لا يستحق هذه المحاولة وجلب المزيد من المشاكل للعراق.
إذ لدينا تجربة سابقة مع مؤتمر إعادة إعمار العراق في الكويت الذي ذهب مع الريح ولم يبق منه سوى الحبر على الورق إذ مر عامان كاملان على انعقاد المؤتمر بمشاركة أكثر من سبعين دولة، تعهدت بتقديم مبالغ مالية ضخمة يصل مجملها إلى 30 مليار دولار فيما لم تف الغالبية العظمى من الدول بالتزاماتها وتعهداتها في المؤتمر.
تبقى الوقائع أهم من التصريحات والشكليات ، المؤتمر سياسي بامتياز ويراد منه جر العراق إلى مستنقع المحاور وسيدفع العراق ثمن الركض السريع باتجاه أحد المحورين.