شدد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الأربعاء، على أنه من غير الوارد ترحيل السوريين خارج تركيا، ما لم يكن الشخص هو من يطلب العودة طوعا.
وقال صويلو خلال لقاء عقده مع الصحفيين الأجانب بإسطنبول، إن "تركيا تضع المعايير الدولية في التعامل مع اللاجئين، ومنذ بداية لجوء السوريين عملت أنقرة على استراتيجية تسجيلهم وتحديث بياناتهم لاحقا، ولا تزال العمليات مستمرة".
وأشار إلى أن المهلة الممنوحة لتسوية أوضاع السوريين في إسطنبول، مددت إلى 30 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، مضيفا أن "هناك مخطط لاستيعاب عدد محدد من السوريين بإسطنبول، ولا يمكن استيعاب المزيد، وكل ولاية لديها خطة لاستيعاب اللاجئين وتقديم الخدمات لهم، فمن يدرس في إسطنبول يمكنه البقاء فيها".
وأوضح صويلو أن "السوريين الذين جاءوا لتركيا يتمثل غالبيتهم من حلب بنسبة 64 بالمئة، فيما جاء من إدلب 8 بالمئة، ومثلهم من الحسكة، و5 بالمئة من الرقة، ومثلهم من دير الزور، و4 بالمئة من دمشق ومثلهم من حماة، و2 بالمئة من حمص".
وتساءل: "هل سنقول للسوريين عودوا لهذه المناطق لتموتوا"، مشددا على أننا "لسنا من هذه الأمة التي تفعل ذلك، وفي التاريخ استقبلت المنطقة كثيرين هاربين من الحرب من جورجيا والبلغار، وبعد الخمسينات من القرن الماضي جاؤوا من يوغسلافيا واليونان وغيرها، وكذلك الأكراد الهاربين من الرئيس العراقي السابق صدام حسين، واستقبلتهم تركيا وقدمت درسا في الإنسانية بالعالم".
ولفت الوزير التركي إلى أن "الفترة المقبلة ستشهد تنفيذ مشاريع دمج وانسجام للسوريين في 7 مناطق، عبر لقاءات تجري في الأحياء السكنية، وليس هناك أي تغير في استراتيجية تركيا في عدم ترحيل من دخلها بشكل نظامي".
صويلو تحدث عن جهود تركيا لتوفير الاستقرار ودعم عودة اللاجئين، وقال "نحن نحاول حل المشكلة وتأمين الاستقرار في المنطقة، وندعو المجتمع الدولي لدعم مساعي تركيا في الاستقرار بعد أن نفذت تركيا عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات (بشمال سوريا)".
ولفت إلى أن "96 بالمئة من أبناء السوريين في تركيا يدرسون في المرحلة الابتدائية، وأكثر من 60 بالمئة في التعليم المتوسط، وفي الثانوية أقل من ذلك، وهذا أمر جيد، تركيا أسست إدارة الهجرة، ورغم حداثة عهدها فإن عملها جيد ومتطور، وتم إصدار التعليمات التنفيذية من اجل اللاجئين في المستقبل ودمجهم، وتم تنظيم وجود اللاجئين وسيستمر العمل على ذلك".
وذكر أن "كل عام تشهد تركيا تسجيل مزيد من السوريين"، منوها إلى أن "خلال العام الجاري تم تسجيل 70 ألف شخص، ولا يزال هناك قدوم من سوريا، وحتى الآن يجب معرفة كيف سيتم استقبالهم".
وتابع: "عاد بالفعل 347 ألف شخص بشكل طوعي، وادعاءات إجبارهم على توقيع عودتهم غير صحيحة"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "تركيا سمحت في العيد بعودة 4 ألف سوري لداخل بلدهم، ليروا أوضاع الحياة هناك، تشجيعا للعودة".