أشر وزير البيئة جاسم الفلاحي، اليوم السبت، أبرز المشكلات التي تواجه البرنامج الوطني لشؤون الألغام في العراق، فيما أكد وجود مساحات شاسعة بأربع محافظات لا تزال ملوثة بالعبوات والألغام.
وقال الفلاحي، إن “موضوع التلوث بالألغام والعبوات الناسفة والشراك المخادعة والمخلفات الحربية إحدى المشكلات الجدية التي يواجهها البرنامج الوطني لشؤون الألغام في العراق”، مبيناً أن “البرنامج سلمي مرتبط بوزارة البيئة بمساعدة الشركاء الوطنيين في وزارة الدفاع – الهندسة العسكرية، والدفاع المدني في وزارة الداخلية، وهندسة مديرية المتفجرات بالتنسيق مع الأجهزة الأخرى والحكومات المحلية”.
وأضاف، أن “البرنامج هدفه الحقيقي هو تنظيف هذه الأراضي من الألغام والعبوات الناسفة والمخلفات الحربية وتأمينها وجعلها قابلة للاستثمار وإعادة الحياة فيها خصوصاً في المناطق المحررة”.
وأوضح، أن “دائرة شؤون الألغام في وزارة البيئة تشرف على وضع التعليمات والضوابط وفق الاتفاقيات الدولية الحاكمة”، مشيراً إلى “الجانب الإنساني المتمثل بمساعدة الضحايا نفسياً وجسدياً وإقحامهم في المجتمع”.
وعن أبرز المسببات لانتشار العبوات والألغام قال الفلاحي: “إن تنظيم داعش الإرهابي الذي وضع هدفاً أساسياً عبر استهداف الإنسان واستهداف بيئته، فكانت العبوات الناسفة والشراك المخادعة واحدة من أهم الأسلحة التي يستخدمها للإيقاع بأكبر عدد ممكن من الضحايا”، مضيفاً أن “مناطق شاسعة من محافظة نينوى ملوثة بالألغام والعبوات الناسفة كذلك المخلفات الحربية التي أزهقت أرواح الكثير من المواطنين الأبرياء”.
وأشار إلى أن “واحدا من أهم شروط استراتيجية إعادة الاستقرار والإعمار أن تكون الأرض نظيفة وخالية من جميع المخلفات والعبوات الخطرة”، مؤكداً أن “الوزارة تبذل جهوداً جدية وبالتعاون مع المنظمات الدولية ذات التمويل الدولي ومن خلال دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (أونماس)، تم إجراء تنظيف لهذه الأراضي”.
وتابع الفلاحي، أن “الوزارة تبذل جهوداً كبيرة خصوصا في المناطق المدنية داخل المدينة وابتدأت بالجامعات والمعاهد والمدارس والمستشفيات والمستوصفات والطرق والجسور ومحطات الكهرباء، واستطاعت أن تحقق أشواطاً طويلة”.
وبين، أن “هناك مساحات شاسعة لا تزال ملوثة بالعبوات الناسفة والألغام في محافظة نينوى إضافة إلى بقية المحافظات وخصوصاً على طول الحدود العراقية الإيرانية وهذا يتطلب المزيد من الجهود والمزيد من الدعم وتوفير إمكانيات مادية”، لافتاً إلى أن “رئيس مجلس الوزراء هو المشرف الأعلى على البرنامج الوطني لشؤون الالغام وتحظى الوزارة بدعم واهتمام كبير من قبله”.
ونوه إلى أن “هناك خطة تم وضعها للتخلص من الألغام في نهاية عام 2028″، معرباً عن أمله في “التمكن من أداء المهمة ضمن الاستراتيجية الوطنية والنجاح بتحقيقها”.
وأردف وزير البيئة، بأن “محافظة نينوى لها اهتمام خاص في هذا البرنامج وهناك العديد من المنظمات الدولية التي تعمل في إطار إنساني بتنظيف هذه الأماكن وبإشراف الوزارة، حيث قمنا بزيارات متعددة لهذه المنطقة في محافظة نينوى وبتوجيه من رئيس مجلس الوزراء ليضع موضوعة الحفاظ على سلامة المدنيين وتطوير الاستثمار في هذه المناطق في سلم أولوياته”.
وأكد، أن “موضوع الألغام والعبوات الناسفة موضوع أساسي ومهم كونها واحدة من أهم الأسلحة التي استخدمتها عصابات داعش الإرهابية لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين كونها تنظيما بربريا يعمل على سياسة الغدر والتأثير على المدنيين والبنية التحتية”، مشيراً إلى أن “محافظة الأنبار كذلك فيها مناطق شاسعة ملوثة بالإضافة إلى محافظة صلاح الدين وقسم من محافظة ديالى”.
ونبه، بأن “الوزارة لديها خرائط مسح لكل متر في العراق ومعلومات تفصيلية في بنك المعلومات في وزارة البيئة، وهذا المسح دقيق جداً، إضافة الى المناطق الجنوبية وعلى طول الحدود العراقية الإيرانية إذ تمتلك الوزارة دقة كبيرة في كل المساحات الملوثة فضلاً عن وجود بيانات في قاعدة البيانات”، مؤكداً أن “الوزارة وبالتعاون مع المنظمات الدولية ومن خلال التمويل الدولي إضافة الى جهود الحكومة العراقية تسعى إلى توفير الأموال اللازمة للتخلص من هذه الآفة..