ما ان اعلنت خلية الاعلام الحكومي ادراج سدة الهندية ونواعير قضاء هيت بمحافظتي بابل والانبار على لائحة وسجل التراث العالمي للري حتى تبادر الى الاذهان سؤال مفاده: ماذا حصلت اهوار العراق من قبلها والتي تم ادراجها على ذات اللائحة قبل سنوات (أضافت الأمم المتحدة أهوار العراق إلى لائحة التراث العالمي اليونسكو منتصف عام 2016) وهي لليوم تعاني الاهمال والحرمان ولم ترتق الى الواقع التنموي والسياحي المطلوب.
فلايزال مواطنوها يقاسون الحرمان ويعيشون الامرين. ولازالت قضية المياه وشحها هي الخرط والهاجس الذي يلاحقها. وايضا لم تتحقق لليوم نبؤة ان تتحول الى محمية للطيور والاسماك والحيوانات وغيرها. لكن المعطيات تؤكد بما لايقبل الشك بان عملية الدخول ضمن اللوائح العالمية ستبقى منقوصة طالما هناك غياب لمقوماتها الاساسية. وان قضية ادراج الاهوار العراقية على لائحة التراث العالمية بقيت تبحث عن مكملات ابرزها نسب المياه الواردة اليها والغمر وغيرها والتي لازالت ملفات عالقة.
وعلى الرغم من كل هذا السجل التاريخي الحافل بالعطاء والثقافة والإبداع والتميّز إلا أن مستوى الخدمات في الاهوار لايزال يبحث عن اجابة شافية لدى اصحاب القرار (محليا واتحاديا) بدءاً من الطرق الرئيسية التي تربط المحافظات بالاقضية وانتهاء بالدور السكنية والبنى التحتية التي ما زالت دون المستوى المطلوب بكثير. أما من حيث الانسان فالحال يحتاج إلى أكثر من وقفة وحكاية على الرغم من أن لغة الأجساد والحزن المرتسم على الوجوه ينبئان السائل بحقيقة الحياة هناك وفقر الحال الذي ترك معالم قسوته على البشر الذي لايزال يعلق الامال الجسام على جدران الانتظار.
هذا وكانت خليةُ الاعلام الحكومي ادراج سدة الهندية ونواعير هيت في سجل التراث العالمي. وذكرت الخلية في بيان صحفي ان اجتماع المجلس التنفيذي الثاني والسبعين للجنة الدولية للري والبزل (أي سي آي دي) في العاصمة المغربية الرباط ادرج سدة الهندية القديمة في محافظة بابل وايضا نواعي قضاء هيت في محافظة الانبار في سجل التراث العالمي للري. هذا وكان العراق نجح قبل سنوات بادراج اهوار الجنوب وآثار مدينة بابل على لائحة التراث العالمي.