تسجل الحدود بين بيلاروسيا وبولندا أعمال عنف واعتقال مقابل محاولات تسلل يخوضها مئات المهاجرين من العراق ودول أخرى، فيما تؤكد وزارة الخارجية العراقية استمرار إجراءات احتواء الأزمة المتصاعدة.
ولجأ آلاف المهاجرين بينهم مئات العراقيين إلى بيلاروسيا على أمل العبور إلى الاتحاد الأوروبي، لكنهم وجدوا أنفسهم محاصرين على الحدود وسط أجواء قاسية قارسة البرودة، ما أسفر عن وفاة شخصين مؤخرًا.
واستقبل مطار أربيل، صباح الإثنين 15 تشرين الثاني/نوفمبر، جثتي شابين عراقيين لقيا حتفهما على الحدود بين بيلاروس وبولندا، هما "جيلان ديلير" و"كوردو خالد"، من مطار إسطنبول بعد أنّ تم شحن جثتهما من بيلاروس.
ويتهم الاتحاد الأوروبي مينسك بتدبير الأزمة للضغط عليه بعد العقوبات التي فرضها عليها، لكن بيلاروسيا نفت ذلك مرارًا، وسط تحذيرات تصاعد المواجهة في المنطقة إلى صراع عسكري.
ويقول المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد الصحاف، في حديث لـ "الترا عراق"، إنّ "الوضع مستقر وليست هناك أي أعمال عنف هناك كما يتم ترويجه والتركيز عليه"، مبينًا أنّ "القنوات العراقية الدبلوماسية مفتوحة مع جميع الشركاء الدوليين لوضع حلول عاجلة وضمان سلامة المواطنين العراقيين".
وأكّد الصحاف، أنّ "إجبار المهاجرين على العودة بالقوة ليس خيارًا متاحًا للسلطات العراقية، فهم هناك برغبتهم، ولذلك يتم توفير إمكانية العودة برحلات جوية لهم كمساعدة للراغبين بالتخلص من الوضع الحرج والأجواء هناك".
وحول الإجراءات وعمليات الإجلاء إلى العراق، بيّن الصحاف أنّ "الاستعدادات كاملة لتوفير عودة طوعية للراغبين"، مشيرًا إلى أنّ "إقليم كردستان شكّل وفدًا لزيارة بولندا وبحث أوضاع اللاجئين بالتنسيق مع وزارة الخارجية العراقية".
وقال الصحاف، إنّ "وزارة الخارجية تعي حجم المشاكل والصعوبات التي تواجه الشعوب من تغيرات مناخية وأوضاع أمنية وغيرها، ولكن يجب الوصول لصيغة تفاهم تنهي الأزمة، خاصة وأنّ المهاجرين ليسوا من العراق فقط، بل من عدة بلدان آسيوية وإفريقية وغيرها".
كما أكّد المتحدث، أنّ "المساعدات الإنسانية تصل للمهاجرين بشكل مستمر لتأمين احتياجاتهم من قبل الحكومات والمنظمات الدولية"، مبينًا أنّ "رحلات إجلاء الراغبين بالعودة ستنطلق خلال ساعات قليلة".