يشهد العراق منذ اسابيع متتالية اعتصامات وتظاهرات منددة بالنتائج التي اعلنت عنها المفوضية العليا للانتخابات والتي اثارت جدلا واسعا في الشارع العراقي نظرا لما افرزته من اختلاف كبير بينها وبين الاشرطة التي قامت الكيانات السياسية باحتسابها والتي على اثرها خرج الاف الجماهير الى الشارع للمطالبة باسترداد الاصوات المسروقة.
ويرى مراقبون ان رفض المفوضية لعملية العد والفرز اليدوي، وتدخلات الدول الإقليمية خصوصا مبعوثة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت له دلالة واضحة بأن الانتخابات شهدت خروقات وعمليات تزوير.
ويقول احد المعتصمين سلام الهاشمي اليوم الاربعاء، أن المحتجين جاؤوا الى ساحات الاعتصام بعدد من المطالب والتي على راسها العد والفرز اليدوي لكشف الحقائق واعادة ما سرق منا من اصوات”.
واضاف أن “الحكومة وعلى مدى ثلاثة اسابيع من تواجدنا في ساحات الاعتصام لم تكلف نفسها عناء المجيء لنا والحديث عن مطالبنا والاستماع لما خرجنا من اجله بل على العكس من ذلك قامت بقمعنا ومنعنا من ممارسة حقنا الدستوري في التظاهر السلمي”.
هذا وشهدت الاعتصامات قبل ايام احتكاك ومصادمات بين المحتجين والقوات الامنية التي قامت بحرق خيمهم واستخدام الرصاص الحي لقمعهم ما ادى الى سقوط شهداء اثنين اضافة الى اكثر من 125 جريحا وهو ما اعتبره المعتصمين اثبات لما خرجوا من اجله وان الحكومة لا تريد تنفيذ مطالبهم خوفا من انكشاف الحقائق.
ويؤكد النائب عن تحالف الفتح محمد البلداوي ، ان “الحكومة وقياداتها هي من قامت بقتل المتظاهرين” ،رافضا تشكيل اللجان التحقيقية بهذا الشأن.
ويقول البلداوي، في حديث لـه اليوم الاربعاء، “لا نقبل بتسويف دماء الشهداء ونطالب بكشف الحقائق وليس تشكيل لجان تحقيقية” مبيناً ان “اللجنان التحقيقية لا فائدة منها”.
وأشار الى “ضرورة تحقيق مطلب المتظاهرين والاستجابة من قبل المفوضية وحقن دماء المتظاهرين قبل ان تزهق أرواح كثيرة جراء التصادم بين المتظاهرين والشغب.
وفيما يخص تصعيد الحكومة تجاه التظاهرات قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة الصادقون محمود الربيعي، أن” بيان قوى الاطار التنسيقي الذي دعا الى وقف التصعيد والابتزاز كان موجها إلى الحكومة وليس المتظاهرين السلميين كون الكاظمي هو من بدأ التصعيد”.
ونبه إلى أن” البيان أكد على ضرورة إنهاء المظاهر المسلحة للقوات الأمنية في الشوارع وسحب الدبابات والمدرعات من العاصمة وعدم تحميل الأمور أكثر من حجمها والتعامل بحكمة مع الأمر”.
يشار الى ان الكثير من الكتل السياسية سواء من المكون الشيعي او السني او الكردي شعرت بالغبن وضياع اصوات ناخبيها نتيجة لحجم التزوير الكبير الذي رافق العملية الانتخابية التي هي العملية الديمقراطية الاهم في العالم، وفيما طعنت هذه الكتل بنتائج الانتخابات هددت باللجوء الى منظمات المجتمع الدولي والامم المتحدة من اجل الطعن بهذه النتائج وتقديم الادلة التي تثبت حجم التزوير.