وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين إنّه "بغضّ النظر عن عدّد المرات التي نُشر فيها هذا التقرير وعدد النسخ التي تمّ تلفيقها، فإنّ ذلك لا يمكن أن يغيّر الطبيعة السياسية والخاطئة تماماً لهذا التقرير".
وكانت الصين قد أعربت بالفعل عن معارضتها الشديدة للنتائج الأولية التي نُشرت في التقرير الموجز، في نهاية أغسطس/آب الماضي، وفق ما أضافت الوزارة في بيان.
ورأى وانغ وينبين أنّ التنصّت على أجهزة الاستخبارات في إطار مساعي تعقّب المصدر كان "دليلاً دامغاً" على التسييس، داعياً الولايات المتحدة الأميركية إلى "الكفّ عن مهاجمة الصين وتشويه سمعتها".
والوثيقة الأميركية التي نُشرت يوم الجمعة، هي نسخة محدّثة من تقرير سرّي جداً تمّ تقديمه، في نهاية أغسطس/آب، إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أمهل أجهزة الاستخبارات 90 يوماً لـ"مضاعفة جهودها" من أجل توضيح منشأ الفيروس الذي تسبّب في مرض كوفيد-19. فهو أشار إلى أنّه من دون معلومات جديدة، لن تتمكّن أجهزة الاستخبارات من البتّ في ما إذا كان الفيروس قد ظهر من مصدر حيواني، أم نتيجة حادثة في مختبر.
وأضاف أنّ تعاون الصين سوف يكون ضرورياً على الأرجح للتوصّل إلى تقدير قاطع لمنشأ الفيروس، مشيراً إلى أنّ بكين تواصل "عرقلة التحقيق العالمي".
وبحسب فرضية "التسرّب من مختبر"، انتشر الفيروس من مركز أبحاث في ووهان، المدينة التي ظهر فيها الوباء للمرّة الأولى. وما زالت هذه النظرية غير مدعومة بأدلة، علماً أنّ الصين لطالما رفضتها.
وقد حُثّت بكين على النظر في إجراء تحقيق جديد في منشأ الفيروس "بعد الزيارة المؤجلة والمسيّسة جداً التي قام بها فريق من الخبراء الدوليين الذي أرسلته منظمة الصحة العالمية"، والذي فشل في تحديد المنشأ. لكنّ المسؤولين الصينيين رفضوا الدعوات إلى تحقيق جديد، وقد رأوا أنّها ذات دوافع سياسية.
يُذكر أنّه في أغسطس/آب الماضي، أعلن بايدن أنّ الصين تحجب "معلومات مهمّة" حول منشأ الفيروس، مضيفاً أنّ المسؤولين الصينيين سعوا إلى منع وصول المحققين الدوليين. وعلى الرغم من انطلاق الدراسة التي أمر بها بايدن مع تنامي نظرية التسرّب من مختبر، أشار التقرير إلى أنّ معظم الوكالات ترى أنّ الفيروس لم يكن معدّلاً وراثياً