الصفحة الرئيسية / كأنك مهموم؟

كأنك مهموم؟

ابنتي تتألم وأنا لا أمتلك قيمة عمليتها الجراحية، ولا حتى قيمة علاجها، تركتها في الدار وذهبت إلى حرم الإمام علي (عليه السلام)، شكوت حالي إلى أبي الأيتام وكلّي يقين بانه سيجبر خاطري، في الركن الذي يقابل ضريح الإمام علي (عليه السلام)، كان هناك رجل كبير السن ذو شيبة بيضاء يصلي قربي، ما إن أنهى  صلاته حتى سألني مابك آراك مهموما؟
لم أعرفه ولم يعرفني مسبقاً، فقلت له: ابنتي غفران مريضة وتحتاج إلى عملية جراحية وأنا لا أمتلك حتى قوت يومي، أخذ رأسي وقبلني، ثم طلب من الشخص الذي كان يرافقه أن يسجل رقمي، قبل أن اغادر المكان أقسم لي بإنه سيتصل بي غداً.
انتظرت بأمل ذلك الإتصال الذي لا أعرف صاحبه، وفعلاً في صباح اليوم الثاني إتصل بي شخص وقال لي: أستأجر عجلة إلى بغداد.
استأجرت عجلة وتحدثوا هم مع السائق وقالوا له: عندما تصل إلى بغداد نحن نعطيك أجرة العجلة، وصلت إلى بغداد والتقيت بذلك الشاب الذي رأيته مع صاحب الشيبة في حرم الإمام فأخذني إلى بيت الرجل الكبير في السن والذي كان يقع بالمنطقة الخضراء بعد القبة الذهبية التي تشبه قبة القدس.
 تناولت الطعام ثم جاءني ذلك الرجل ذو الشيبة البيضاء، وقال لي غداً، ان شاء الله ستحصل على الفيزا والتذاكر وتسافر إلى إيران من اجل علاج إبنتك غفران، ثم أعطاني مبلغاً من المال. كان الرجل صادقاً معي فعلاً، حيث أنهى لي كل شيء، وتلقت ابنتي العلاج واجروا لها عدة عمليات.
وعدنا إلى دراي في محافظة النجف الاشرف.
بعد أيام من وصولي زارني ذلك الرجل الكريم برفقة شاب جميل طويل القامة، وكذلك ترك لي مبلغاً من المال، ثم دفع مبلغ ايجار بيتي لمدة عام كامل.
قسماً بالله لم أعرف من هو ذلك الرجل حتى ذلك اليوم الذي اغـتـالتــه فيه إمريكا، فقالوا لي أن هذا الرجل هو الحاج ابو مهدي المهندس، والشخص الذي كان يتواصل معي قد قـــتل معه ايضاً وهو محمد رضا الجابري.
منذُ يوم استشـهـاده وحتى الآن أذهب انا وعائلتي كل يوم جمعة لقبره ونشكره.

أبو لواء.
16/10/2021
17-10-2021, 12:56
العودة للخلف