الحديث في المسلمات يُعَدُّ من المشكلات، لكن هنا الأمر يتجاوز هذا المعنى؛ لأن المرجع قد نص على حماية الحشد لأسباب كثيرة، عبر آلية الأمة ووعيها، وهذا يحتاج إلى إيضاح
١- السيد الحائري، شخَّص العدوان الكبير على الحشد الذي يمثل مصدر قوة المرجعية والأمة والمذهب، هذا العدوان مصدره الخارج والداخل تحت عناوين ومشاريع متعددة، والأمر لا يخفى على أحد إلا أنَّ المهم في كلام السيد هو: إنَّ حماية الحشد حسب تشخصيه تأتي من خلال الأمة ووعيها، وينبغي أن تكون هي الحامية له، والدافعة عنه، وآلية ذلك عن طريق الانتخابات؛ لإيصال من يؤمن بالحشد إلى مجلس النواب، ليوفر له الحماية عن طريق التشريعات، وهذه إحدى الشروط التي وضعها المرجع، وعلى الأمة المقلدة للسيد وغيرها وَعْيَ الأمر وتحمُّل المسؤولية.
٢- إنَّ فتوى المرجع الحائري، التي تنص على حماية الحشد عن طريق الانتخابات التي تنتج نوابًا وحكومة حامية له، لا يقتصر على حمايته حصرًا وبالذات، بل تتعداه إلى حماية الشيعة ومصالحهم السياسية والمذهبية وغيرها، ومنع أية تدخلات وانقلابات تعيد العراق إلى مربع الدماء، وتُجرِّد العراق من مصدر قوته، وتجعله عرضة للمؤامرات الداخلية والخارجية؛ فكم من الدماء تُسفك، والأعراض تُهتَك، والسيادة تُنتَهَك؛ إذا جردنا العملية السياسية من مصدر قوتها، ومن رجالها المدافعين عنها!.
٣- نحن نعيش مرحلة حساسة، لا تخلو من التحديات والمؤامرات عبر الانتخابات القادمة، التي تختلف عن مثيلاتها، ويراد منها تمرير مشاريع خطيرة ضد الشيعة؛ أولها تدمير قوتهم السياسية والأمنية، وتجريدهم من عنصر قوتهم، وجعلهم بوضع يسهل إخراجهم من القرار السياسي والأمني، من هنا كانت بيانات المرجع الأعلى السيستاني، والمرجع الحائري، ناظرةً إلى هذا الأمر، وقد حدَّدا الآلية؛ وهي الجمهور، ومشاركته الانتخابية الفاعلة المدركة.
وليس لدينا إلا وعي الأمة لمواجهة التحديات.
٤- لماذا الاخوة الكورد يَعُدُّون البيشمركة خطًّا أحمرَ؟ أليس لأنه سِرّ قوتهم؟ مع أنهم لا يوجد لهم قانون كما للحشد! وخلاصة القول إنَّ الآخرين ( الاخوة الكورد وغيرهم) يدافعون عن قوتهم، والمجتمع الدولي -بما فيه أميركا- يدافع عن البيشمركة، ويوفر لها السلاح والحماية، وحتى الأحزاب العراقية لم نجد منهم مُطالِبًا الاخوة الكورد مثل المُطالِبِ الحشدَ دمجًا أو حلًّا!، لكن يطلب من الشيعة الطعن بقوتهم، والتخلي عن حشدهم!