طيبة أهلها وتعاطفهم الكبير مع القادمين والزائرين لعتباتها المقدسة واماكنها السياحية والأثرية الأخرى، جعلت العديد من كبار السن والعاجزين الذين هجرهم أهلهم واخوانهم وأبنائهم وأصبحوا بلا معيل يلجأون إليه ويسكنون في دار المسنين الوحيد في محافظة كربلاء المقدسة
صباح احد النزلاء القادمين من محافظة بغداد والذي يبلغ من العمر أربعة وسبعين عاماً تحدث لنا عن حالته والظروف التي اجبرته على السكن في دار المسنين كربلاء حيث توفى إخوته الثلاثة ولم يستطيع الزواج طيلة حياته إضافة إلى مرضه حالياً بالغدة الدرقية ويتلقى العلاج لها بانتظام من أحد الأطباء الاختصاص في المحافظة، مبيناً "أنه لم يتواصل معه من اهله واقربائه إلا أخته من غير أب"،مشيداً "بخدمة الموظفين والعاملين في الدار وما يقدموه للنزلاء ".
النزيل الأخر في دار المسنين في كربلاء هو أمير مصطفى إسماعيل الذي تجاوز الخامسة والستين من عمره بين لنا أن ظلم أخيه والاستحواذ على املاكه والتنصل من الوعود التي قطعها له بالحصول على وظيفة وتزوجيه مع ابعاده عن منطقة سكناه إجبارياً من الأسباب التي جعلته يسكن الدار عام ألفين وعشرة 'وأكد لنا أنه لايتواصل معه احد من أهله الا أخته الساكنة في محافظة أربيل التي ترسل له مبلغاً من المال شهرياً يعينه "وأشار في ختام حديثه انه لايوجد قصور أو تقصير في الخدمات المقدمة من الجميع وبالأخص الباحثين الاجتماعيين وان الموجودين في الدار كلهم اخوتي وانا مرتاح نفسيا هنا واقضي بعض أوقاتي في زيارة الإمام الحسين والعباس عليهما السلام
أما بالنسبة للنساء اللاتي اجبرتهن الظروف للسكن في دار المسنين في محافظة كربلاء المقدسة فبعضهن فاقدات للذاكرة وبعضهن لم يتزوجن،حيث بينت إحداهن في حديثها لنا أن عمرها تسع سنوات وسكنت كربلاء وأنا الآن قد تجاوزت السبعين من عمري ولست متزوجة وأن إخوتي وأخواتي يسكنون في داخل وخارج البلاد ولايعلمون بحالتي ".واختتمت حديثها بتقديمها الشكر والثناء لجميع القائمين على الدار ومايقدموه للنزلاء من أكل ورعاية صحية وخدمية وغيرها ".
من جهتها بينت احتشام مجيد الهر مديرة دار المسنين في محافظة كربلاء المقدسة "أن الدار تم تأسيسه في خمسينات القرن الماضي ويبلغ عدد النزلاء فيه حالياً سبعة وثلاثون نزيلا من الرجال والنساء من داخل المحافظة وخارجها ".
وأوضحت مجيد ان شروط القبول في الدار أن يكون عمر النزيل خمسة وخمسون عاما بالنسبة للنساء وستون سنة للرجال،وأن يكون خالي من الأمراض الإنتقالية المعدية،مع الشرط الاخير الذي أضيف مؤخراً وهو أن يكون النزيل من سكنة المحافظة حصرا".
وأكدت "أن أسباب لجوء كبار السن والعاجزين إلى الدار هو العنف الأسري الذي اعتبرته السبب المباشر، وعدم الزواج فضلاً عن التأثير السيء لبعض الزوجات على أزواجهن في التعامل مع أمهاتهم وابائهم ".
وعن طبيعة الخدمات التي يقدمها الدار للنزلاء فقد أشارت مديرة دار المسنين في كربلاء "أن الدار يوجد فيه مفرزة طبية لتقديم العلاجات والأدوية على مدى أربع وعشرين ساعة، مع وجود خمسة باحثين اجتماعيين يقدمون تقارير شهرية عن حالتهم النفسية والاجتماعية "مشيرة "إلى أن الكادر الإداري والخدمي يكفي حالياً ".
وبحسب النزلاء والقائمين على الدار فإن بعض النزلاء القادرين على السفر قد تم إقامة سفرات ترفيهية ودينية لهم إلى العتبات المقدسة في إيران وكذلك إرسال بعضهم إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، هذا
كماتشهد الدار زيارة عددا من المسؤولين في المحافظة وخارجها فضلا عن مؤسسات تطوعية وخيرية..
كربلاء/ ماجد حميد