منذ صدور فتوى الجهاد الكفائي المباركة في النجف الاشرف بتاريخ10/6/2014م، والعتبة الحسينية المقدسة تعمل تقديم كافة الامكانيات المادية والمعنويات الى المقاتلين من القوات الامنية والحشد الشعبي في معركة الحق ضد الباطل، وحين ارتفعت وتيرة الحرب وتمكن ابناء البلد الواحد من الوقوف بوجه الظلم والاستبداد وتطهير المناطق التي كانت تحت سيطرة عصابات داعش الاجرامية في ذلك الوقت، بدأت احصائيات الشهداء والجرحى ترتفع مع ارتفاع ضراوة الحرب, مما دفع العتبة الحسينية بحكم مسؤوليتها الدينية والانسانية الى تأسيس "لجنة لمتابعة شؤون الجرحى وعوائل الشهداء"، واستمرت اللجنة بالعمل الى نهاية 2014 لتشرع الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة بعد ذلك الى تأسيس شعبة ومن ثم قِسم تحت مسمى (رعاية ذوي الشهداء والجرحى عام 2015م) يعنى بجميع الاحتياجات الخاصة بالمقاتلين وعوائلهم.
وتحدث احمد رسول فرحان رئيس القسم عن الجوانب المالية والادارية التي يتبعها القسم لدعم ومساندة عوائل الشهداء والجرحى من المقاتلين لوكالة نون الخبرية قائلا: "بعد صدور الفتوى المباركة لسماحة المرجع السيد السيستاني (دام ظله) وبعد استجابة ابناء هذا البلد للدفاع المقدس ابتداءً من جرف النصر مروراً الى بيجي وهذه المناطق وصولا الى اقضية وقرى والى محافظة نينوى بالإضافة الى محافظة الانبار، هذه الفترة تشكّل لواء علي الاكبر (عليه السلام) وشارك في المعارك، وحقيقة هذه المعارك خلفّت شهداء وجرحى والعتبة الحسينية المقدسة وكذلك المرجعية الدينية العليا لم تترك هؤلاء الذين لبّوا هذا النداء فتشكلت لجنة في بداية الأمر وكان يرأسها الحاج فاضل عوز مع مجموعة من مسؤولي ومنتسبي العتبة مثل الشيخ فاهم الابراهيمي من التبليغ الديني وغيره، وتم تشكيل لجنة لمتابعة الجرحى ومتابعة علاجهم سواء في داخل العراق او خارج العراق و حضور مجالس الفاتحة للشهداء الابرار في جميع المحافظات خصوصاً محافظات الجنوب، وقد اصدر مجلس الادارة في ذلك الوقت قراراً بتخصيص منحة مالية لعائلة الشهيد تُسلّم في مجلس الفاتحة مقدارها (عشرة ملايين) دينار لكل شهيد.
واضاف فرحان: "في اواخر عام 2015م جاءت فكرة بتأسيس شعبة تُعنى بشؤون عوائل الشهداء والجرحى تكون مختصة في هذا المجال حتى يكون تقديم الخدمات لشريحة الشهداء والجرحى على احسن وجه، وبالفعل تأسست شعبة رعاية الشهداء والجرحى واخذت تشكيل مفاصلها للعمل على خدمة عوائل الشهداء والجرحى".
وحدة الرعاية الصحية
وقد جزء عمل الشعبة والتي تحولت بمرور الزمن الى قسم الى عدة وحدات من بينها وحدة "الرعاية الصحية" التي تعمل على متابعة الجرحى والمصابين منذ اخلائه من ارض المعركة والى شفائه التام سواء كان العلاج في داخل العراق او خارجه، مشيرا الى ان العمل لم يتوقف على صرف المبالغ النقدية على عائلة الشهيد او متابعة صحة المقاتل الجريح والعناية به فحسب؛ بل كان يعمل القسم على التكفل بعلاج المرضى من عوائل الشهداء كزوجة الشهيد او ابن الشهيد او ام الشهيد واجراء كافة الفحوصات الممكنة في مستشفى الامام زين العابدين (عليه السلام) التابعة للعتبة الحسينية المقدسة.
وحدة الرعاية الاجتماعية
بينما تهتم وحدة "الرعاية الاجتماعية" بالجوانب والشؤون المعيشية والانسانية المتعلقة بعوائل الشهداء وبعض عوائل الجرحى والمقاتلين حيث عمل القسم على زيارة الكثير من عوائل الشهداء في جميع المحافظات وتفقد اوضاعهم المعيشية والعمل على تقديم الدعم المادي والمعنوي، كون ان بداية استشهاد المقاتل تكون الاجراءات الرسمية غير مكتملة وامكانية حصول عائلة الشهيد على الراتب التقاعدي تأخذ الكثير من الوقت لذلك عملت العتبة الحسينية المقدسة على سدِ هذا الفراغ المؤقت من خلال صرف الراتب لكل عائلة لحين صدور البطاقة او هوية التقاعد العامة..
ويتابع" "خلال ايام شهر رمضان المبارك من كل عام يتوجه وفد من القسم لزيارة عوائل الشهداء وتوزيع السلّة الرمضانية عليهم، يضاف لها برنامج كسوة العيد في ايام عيد الفطر المبارك (برنامج تقيمه العتبة الحسينية المقدسة الى اطفال الشهداء قبل حلول عيد الفطر المبارك، ويتمثل في جلب الاطفال الى محلات الالبسة في منطقة المجمعات في مدينة كربلاء المقدسة ومنحهم حرية شراء الالبسة والاحتياجات الاخرى)، مشيرا الى ان قسم رعاية الشهداء والجرحى يعمل بالدرجة الاساس على دعم ومساندة الألوية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة والمتمثلة في لواء علي الاكبر ولواء الطفوف من مصاريف واستحقاقات للمقاتلين وعوائل الشهداء.
وحدة الرعاية التعليمية والتربوية
وايضاً هناك وحدة "الرعاية التعليمية والتربوية" وقد بدأ العمل بها في العام الدراسي 2018 – 2019 وتتمثل بتوزيع القرطاسية والملابس وغيرها على ابناء ذوي الشهداء، وبعد التنسيق مع مديريات التربية في المحافظات ولغرض اجراء زيارات دورية لأبناء الشهداء في المدارس ومتابعتهم،
وفي الاجابة على السؤال الذي طرحته مجلة "الاحرار" حول كمية الاموال التي صرفتها العتبة الحسينية المقدسة على عوائل الشهداء والمقاتلين الجرحى منذ صدور الفتوة المباركة قال: "لدينا احصائيات كاملة للمبالغ المصروفة من قبل العتبة الحسينية المقدسة على عوائل الشهداء والجرحى والمقاتلين الغيارى من الحشد الشعبي والقوات الامنية منذ صدور الفتوى ولغاية 21/12/2018م: وهي كالاتي
ت التفاصيل العدد المبلغ
1 مساعدات لعوائل شهداء الحشد الشعبي والقوات الامنية 1136 عائلة 3.457.465.000 مليار
2 منحة مقطوعة ومساعدات مختلفة لجرحى الحشد الشعبي والقوات الامنية 1980 جريح 1.555.000.000 مليار
3 المبالغ المصروفة لعلاج الجرحى داخل العراق 710 جريح 240.000.000 مليون
4 المبالغ المصروفة لعلاج الجرحى خارج العراق (لبنان – ايران – الهند- روسيا) 370 جريح 1.400.000.000 مليار
5 اعانات ومساعدات مختلفة للمقاتلين (بناء ترميم دور، منح زواج تجهيزات وغير ذلك). 550 1.440.000.000 مليار
المجموع 8.092.465.000 مليار
وما زال الباب مفتوحاً امام الجميع من عوائل الشهداء والجرحى والمقاتلين ولكل المحافظات.
حسنين الزكروطي/كربلاء