ابتكر الباحثون الصينيون جسيمات ضوئية بوسعها إمداد خلايا الدماغ بالأكسجين أثناء السكتات الدماغية.قال العلماء في مجلة ACS Nano Letters التي نشرت مقالهم بهذا الشأن إن الجسيمات تمنع خلايا الأعصاب من الموت الجماعي أثناء السكتة الدماغية وتحسن عمل الدماغ وتحفز نمو أوعية دموية جديدة فيه.يذكر أن السكتات الدماغية وغيرها من أشكال النزف الدماغي أصبحت أحد الأسباب الرئيسية للوفاة المبكرة في معظم البلدان المتقدمة في العالم، إلى جانب النوبات القلبية وفشل القلب وأنواع مختلفة من السرطان.وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية فإن نحو 15 مليون شخص يسقطون كل عام ضحية للسكتات الدماغية يموت 5 ملايين منهم ويصبح 5 ملايين آخريين معاقين.ويمكن أن تعيش خلايا الأعصاب دون أكسجين لمدة 6 – 7 دقائق فقط. لذلك فإن السكتات الدماغية غالبا ما تسبب موت خلايا الأعصاب بشكل جماعي في تلك المناطق من الدماغ حيث تكون الدورة الدموية متضررة. وعلاوة على ذلك يموت الكثير منها بعد استعادة دوران الأكسجين.ويعمل الأطباء في الآونة الأخيرة على ابتكار عقاقير قادرة على حماية خلايا الأعصاب من الموت ومنع المرضى من الإصابة بعواقب خطيرة ناجمة عن السكتة الدماغية.ووجد الأطباء وعلماء الكيمياء تحت إشراف الأستاذ في جامعة "هواتشونغ" الصينية للعلوم والتكنولوجيا، وانغ لين، حلا غير عادي لهذه المشكلة. وقد تعلموا كيفية إمداد خلايا الدماغ بالأكسجين باستخدام جسيمات نانوية محشوة بمستعمرات البكتيريا الزرقاء.وحسب الباحثين فإن بعض البكتيريا تستطيع التقاط ثاني أكسيد الكربون من البيئة لفترة زمنية غير محدودة عمليا وتحويله إلى الأكسجين، ولا يتطلب ذلك أي كواشف أخرى غير ضوء الشمس. وبفضل ذلك يمكن استخدام تلك البكتيريا لإمداد مختلف الأنسجة بالأكسجين في حال إيجاد طريقة لتسليط الضوء على مستعمرات البكتيريا داخل جسم الإنسان.واستوضح، وانغ لين، وزملاؤه أن تلك المشكلة يمكن حلها باستخدام جسيمات نانو خاصة قد تكون كبسولة توضع داخلها جراثيم. كما أنها تحوّل في الوقت نفسه الأشعة تحت الحمراء إلى ومضات من الضوء المرئي.بالإضافة إلى ذلك، فإن تلك الأغشية (الكبسولات) تستخدم كحاجز يمنع تغلغل منتجات النفايات الميكروبية التي يحتمل أن تشكل خطورة على جسم الإنسان.واختبر العلماء عمل تلك الجسيمات على الفئران التي جعلوها مصابة بسكتة دماغية بطريقة اصطناعية وحاولوا بعد ذلك حماية خلايا الأعصاب من عواقب السكتة الدماغية بواسطة بكتيريا التمثيل الضوئي التي تتم إضاءتها بليزر الأشعة تحت الحمراء.واستمرت الجسيمات النانوية في تحسين عمل الدماغ حتى بعد استعادة دوران الأكسجين.ويأمل العلماء الصينيون بأن تؤكد الاختبارات السريرية اللاحقة فاعلية الجسيمات النانوية الضوئية وفوائدها لصحة المرضى.