ووجدت دراسة رصدية لأكثر من 3000 مجند في سلاح مشاة البحرية الأمريكية، تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عاما، بين مايو ونوفمبر 2020، أن نحو 10% من المشاركين (19 من أصل 189) الذين أصيبوا سابقا بـ SARS-CoV-2، تعرضوا للإصابة مرة أخرى بالفيروس، مقارنة بالعدوى الجديدة في 50% (1079 من أصل 2247) من المشاركين الذين لم يصابوا من قبل.
وتشير الدراسة، التي نُشرت هذا الأسبوع في مجلة The Lancet Respiratory Medicine، إلى أنه على الرغم من أن الدراسة كانت في المجندين البحريين الشباب، ممن يتمتعون بلياقة بدنية عالية، ومعظمهم من الذكور، إلا أن خطر الإصابة مرة أخرى سينطبق على العديد من الشباب.
ومع ذلك، أقر الباحثون بأن معدل الإصابة مرة أخرى قد لا ينطبق في محيط آخر بسبب ظروف المعيشة المزدحمة في قاعدة عسكرية، ومن المحتمل أن يسهم الاتصال الشخصي الوثيق المطلوب للتدريب الأساسي في معدل إصابة إجمالي أعلى من أي مكان آخر.
على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت على أربعة ملايين شخص في الدنمارك أن خطر الإصابة كان أعلى بخمس مرات لدى الأشخاص الذين لم يصابوا بالمرض من قبل.
ووجد الباحثون هناك أن 0.65% فقط من الدنماركيين الذين أصيبوا بفيروس كوفيد خلال الموجة الأولى من البلاد ثبتت إصابتهم مرة أخرى خلال الموجة الثانية، مقارنة بـ 3.3% من الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بعد أن كانت سلبية في البداية.
وبالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة ما قبل الطباعة شملت عمال رعاية صحية بريطانيين أن أولئك الذين لم يصابوا من قبل كانوا أكثر عرضة للإصابة خمس مرات من الأشخاص الذين أصيبوا بعدوى سابقة.
وقال البروفيسور ستيوارت سيلفون، من كلية إيكان للطب في ماونت سيناي، في نيويورك، وكبير مؤلفي الدراسة، إنه على الرغم من طرح اللقاحات في جميع أنحاء العالم، فمن المهم أن نتذكر أنه حتى لو أصيبوا من قبل، "يمكن للشباب التقاط الفيروس مرة أخرى وربما يستمرون في نقله للآخرين".
وصرح البروفيسور سيلفون: "المناعة غير مضمونة بالعدوى السابقة، وما تزال هناك حاجة إلى التطعيمات التي توفر حماية إضافية لأولئك الذين أصيبوا بكوفيد-19".
وتم عزل المجندين الذين ثبتت إصابتهم بالعدوى الثانية أثناء الدراسة وتبعهم الباحثون باختبارات إضافية.
وتم أيضا أخذ مستويات الأجسام المضادة المتعادلة من أولئك الذين أصيبوا سابقا بـ"كوفيد-19" والمشاركين الذين لم يُصابوا مرة أخرى خلال فترة الدراسة.
ومن بين 2346 مشاركا تمت متابعتهم لفترة كافية لإجراء هذا التحليل، كان 189 أعطوا نتيجة إيجابية في اختبار مصل الدم لوجود فيروس و2247 قدموا نتائج سلبية (المشاركون الذين لم يصابوا من قبل) في بداية الدراسة.
وفي كلا المجموعتين، كان هناك 1098 إصابة جديدة خلال الدراسة، بنحو 45%.
ومن بين المشاركين المصابين بالفيروس، تبين أن 19 مشاركا إيجابيا للعدوى الثانية، وأصيب 1079 من المجندين الذين قدموا نتائح سلبية في السابق.
ودرس المؤلفون استجابات الأجسام المضادة للمشاركين المصابين وغير المصابين لفهم سبب حدوث هذه العدوى مرة أخرى. ووجدوا أنه من بين المجموعة الإيجابية، كان لدى المشاركين الذين أصيبوا بالعدوى مرة أخرى مستويات أجسام مضادة ضد الفيروس أقل من أولئك الذين لم يصابوا سابقا.
وبمقارنة الإصابات الجديدة بين المشاركين الموجودين، وجد المؤلفون أن الحمل الفيروسي، كمية الفيروس القابل للقياس، في المجندين الحاصلين على نتيجة فحص مصلي إيجابية، كان في المتوسط 10 مرات فقط أقل من المشاركين الحاصلين على نتيجة فحص مصلي سلبية.
ويشير هذا إلى أن بعض الأفراد المصابين بالعدوى ما يزالون قادرين على نقل الفيروس، لكن الباحثين أشاروا إلى أن هذا سيحتاج إلى مزيد من التحليل.
وكانت معظم الحالات الجديدة في الدراسة دون أعراض، 84% في مجموعة الفحص المصلي الإيجابي، و68% في مجموعة الفحص المصلي السلبي، أو كانت لديهم أعراض خفيفة. ولم يقع إدخال أي منهم إلى المستشفى.