الصفحة الرئيسية / *الآصفي، رجل العلم والعمل

*الآصفي، رجل العلم والعمل

في مثل هذه الليلة رحلت النفس الطاهرة للعبد العامل الشيخ محمد مهدي الآصفي رضوان الله تعالى عليه.
بعد أن أنهى في صبيحة يومها السابق الزيارة المخصوصة للإمام الحسين عليه السلام وأعمال النصف من شعبان المعظم.
وكان قد أخذ المرض منه مأخذا عظيما يشير الى موضع الألم في جسده ويقول إن هنا جمرا... ولكنه كان صابرا محتسبا، حتى اذن الله تعالى لروحه بالالتحاق بباريها بعد أداء صلاة الصبح وفاضت روحه هينا كأنه غفى وسكنت جميع جوارحه وانتهت جميع آلامه، وبعد أن أمهله القدر سنة منذ الوعكة الأولى ليرتّب جميع متعلقاته وما له وما عليه...
وخرج نظيفا نقيا تقيا يحمل زاده الى دار معاده وموطنه الأبدي.
وتنوع ذاك الزاد بين كفالة اليتامى التي ضمنت له مرافقة النبي صلوات الله عليه في درجته في الجنة...
ومن الزاد دفاعه عن قضايا الأمة المصيرية وقيادة الحركة الاسلامية في العراق مرورا بانتصار الثورة الإسلامية في ايران، ودفاعه عن المظلومين في افغانستان والعراق ولبنان والبوسنة والبحرين واليمن والحجاز وتصديه لكل الطواغيت ببياناته التي كانت تلهم الأمة وتضعها في مسيرها الصحيح...
وبعد سقوط الصنم البعثي في العراق انتقل الى جوار أميرالمؤمنين عليه السلام ليقود مرة اخرى حركة الوعي السياسي من داخل الحدث، ومواجهة الارهاب والفتنة الطائفية وتصديه لمساندة المرجعية الدينية العليا بكل ما اوتي من بأس وقوة، وكان محضيا عند جميع العلماء فضلا عن أمة من الناس تخرجت من تحت منبره طيلة اربعين عاما وأكثر ودرست مؤلفاته التي كانت بحق مصدر الفكر الإسلامي النقي الخالص...
وبقيت تركته العلمية والفكرية والعملية ماثلة الى الآن وتزيد وتنمو باخلاصه وإخلاص ثلة من المؤمنين لم يبدلوا تبديلا...
وقد فقدته ساحة العلم والمعرفة وساحة الجهاد والدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية وساحة الوعي السياسي والمرجعية الدينية...
تغمده الله برحمته الواسعة وحشره مع محمد وآله الطاهرين والشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا.
ورزقنا الله شفاعته يوم يقوم الناس لرب العالمين
5-04-2021, 09:37
العودة للخلف