×

أخر الأخبار

قصي .. ايها الانسان الحبيب الودود

  • 9-03-2021, 23:28
  • 440 مشاهدة
  • السيد ابو مالك الموسوي

قصي .. ايها الانسان الحبيب الودود

الراحل عنا بلا استئذان ولا حسبان

ماذا عساني ان ابوح  بفاجعتنا فيك

وماذا تنطق ارواحنا المعذبة بفقدك

لقد عرفتك متوقد الذهن مفعم الاحساس، متيما بخدمة الناس ممتلئا حماسة وعواطف ومشاعر ، كسير  الجناح والخاطر ، لما كنت تقاسيه منذ نعومة اظفارك من ظلم وجور  وقهر  وعهود غوادر

كان وجودك كله لقضية هي اهم من عمرك واكبر من سنك واوسع من حياتك

قصي ..
  انت الان في ذمة الله مضيت
وفي رحمته ولطفه وعفوه صرت و قضيت
اشكِ  الله تعالى كل همومك وشجونك

وأبح له كل معاناتك ومكابداتك
واصحر له مشاعرك بالخذلان
 لاربعين عام

كانت سنوات جمر  وعقود قهر  وزمن كدح ومعاناة وصبر، ذقت معها مرارة البأساء وعلقم الضراء

ومع ذلك لم نرَ منك
الا جميلا
كنت للشهداء وفيا
ولابنائهم ابا حنونا
ولاسرهم راعيا ،  كنت مخلصا لهم اكثر مما كنت لعائلتك
الصغيرة

ان الذين حاصروك بالحيل والتعسف فجعلوك تمرض وتفقد ذهنك الصافي فاضطربت وتصرفت بما لا يخطر على بال أحد -فأصُبنا بفاجعتك مصابا لن يتركنا حزنه وأساه  مدى الدهر وكرور الايام - هم مسؤولون عن خسارتك المضنية وفاجعتك المدوية فرحلت من بيننا خلسة كئيبا حزينا فاقدا للامل
تغمدك الله بواسع رحمته واسكنك الفسيح من جنته

قصي ..ايها الرجل المعاني

لا تبرر لاخوتك الشهداء الاربعة ووالديك الراحلين مافعلته بنفسك وما اقدمت عليه من خرم عمرك وانثلام حياتك
قد يكون الله اخفى عنهم ذلك تقديرا  لما انجزت في عمرك  القصير ، وقضاء لما قاسيت من رزئك الكبير

لقد كان من الطبيعي ان يستغل الموتورون ما فعلت بنفسك ، وان يذهبوا بعيدا تفسيرا وتأويلا، شمالا ويمينا ، تلك التي تشي بما يعتمل في قلوبهم المريضة واذهانهم السقيمة، لينفثوا سمومهم ويبثوا احقادهم لتصغى اليه أفئدة الذي هم على شاكلتهم ، فما يقولونه هو بعض ما يخفونه ويدسونه
( قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر )

قصي ..
لقد عرفتك ذلك الانسان الذي لا هم  له ولا غم  الا الشهداء وابناءهم واسرهم ، ومما زاد من معاناتك وفاقم من الامك،  تلك القرارات الجائرة التي حاولت ان تهدم ما بنيت وتقوض ما اقمت وتطيح بما أنشأت، ليكون صرح مؤسسة الشهداء شامخا سامقا، يفي ولو بشئ يسير  مما بذله اباؤهم وابناؤهم ، من ارواح ومهج ودماء

لا يسعني وانا المفجوع بك والى جنبي المفجوعة الدكتورة اختك الا ان اقول لك:
لا تنس ان تذكرنا في محفل شهداء اخوانك الاربعة، الذين لم تقصر في ذكرهم واعلاء شأنهم وبناء مؤسستهم، وهم يقينا ادرى بحالك واعرف منا بمعاناتك ، لانهم أحياء عند ربهم يرزقون، يرون ما لا نراه ، ويدركون ما لا ندركه !