×

أخر الأخبار

ضوء على بيان حديث المرجع السيستاني مع بابا الفاتيكان

  • 6-03-2021, 20:00
  • 830 مشاهدة
  • محمد صادق الهاشمي.

زار بابا الفاتيكان المرجع آية الله العظمى السيستاني السبت، بتاريخ: 6/آذار/2021 وقد استغرق اللقاء ساعة واحدة، وبعد انتهاء اللقاء أصدر المرجع بيانًا تضمن محاور حديث المرجع مع البابا، وهنا نشير إلى أهمها، مع التحليل:

١- التحديات التي حددها المرجع:

أولًا: كان كلام المرجع  واضحًا جدًا مع البابا؛ بأنه يُحمِّل الغرب المسؤولية في ما يمارسون من:
أ- الظلم.
ب- القهر.
ج- الفقر.
د- الاضطهاد الديني والفكري.
هـ- كبت الحريات الأساسية.
و- غياب العدالة الاجتماعية.
 
ثانيًا: هذه المفردات كلها التي وردت في بيان المرجع، وزاد عليها مفردات أخرى وهي تخص منطقتنا؛ ويقصد (الإسلامية) وقد حددها بكلمة منطقتنا، وحدد نوع التحديات والمعاناة التي تعاني منها شعوب المنطقة، وهي:
أ- الحروب.
ب- أعمال العنف.
 ج- الحصار الاقتصادي.
 د- عمليات التهجير.
هـ- ثم خص الشعب الفلسطيني بالذكر بقوله: «ولا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة».
 
    طبعا كلام المرجعية يمتاز بالأهمية العالية بتوجيهه إلى البابا الذي يدعي أنه رجل السلام والمحبة؛ فإنّ المرجع السيستاني أوضح له: إنك إذا تدعي أنّ رسالتك السلام؛ فإنّ شعوب العالم تعاني من القوى العظمى. من المفردات التي ذكرها أعلى الله مقامه، ثم خص منطقتنا بنوع من التحديات والآلام، ثم أطلق أمامه رأي النجف في القضية الفسلطينة، بأنها (محتلة)، وبهذا أبطل المرجع السيستاني كل مخطط يدعي أنَّ هذه الزيارة مهمتها (التطبيع والإبراهيمية)؛ التي تجعل المسلمين يتنازلون عن ثوابتهم في القضية الفلسطينية.


 ٢- نصيحة المرجع إلى البابا.

    وجه المرجع كلامه إلى البابا، ونبهه إلى الدور الذي يجب أنْ يُمثِّله هو وغيره من الزعامات الدينية بقوله:
أولًا: «... الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي... » ويقصد بها التي ذكرها مقدمةً في معرض حديثه.

ثانيًا: طلب منه، أو حدد له وظيفته؛ بأن يكون له تأثير على الأطراف التي تسببت بهذه الآلام للشعوب، بقوله «... وما هو المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة ـ  ولا سيما في القوى العظمى ـ على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة... ».

 
 ٣- ممارسات الدول الكبرى ضد الشعوب الفقيرة من وجهة نظر المرجع، ودعوته إلى:

أولًا: تغليب جانب العقل والحكمة.
ثانيًا: نبذ لغة الحرب.
ثالثًا: عدم التوسع في رعاية مصالحهم الذانية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة.
    وهنا شخَّص المرجع بكل دقة ما ينبغي للبابا فعله، وتفعيل دوره، ويضغط على الدول العظمى التي تُغلِّب مصالحها على مصالح الشعوب الفقيرة، وتشن الحروب، ولا تتعامل بعقل وحكمة؛ بإيقاف هذه الممارسات.
«... على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة... ».


٤- أكد سماحته على أنْ تتضافر الجهود من الزعامات الدينية لأجل الآتي:

أولًا: تثبيت القيم.
ثانيًا: التعايش السلمي.
ثالثًا: التضامن الإنساني.
رابعًا: رعاية الحقوق.
خامسًا: الاحترام المتبادل بين الأديان والاتجاهات الفكرية المختلفة.
 

٥- وهنا في الختام، ركز المرجع على نقاط مهمة، وهي:

أولًا: المرجع السيستاني هكذا حينما يتحدث عن العراق وهو مرجع، وبطبيعة الحال فإنه يعطي الصورة المُثلى عن الشعب العراقي.
    ذُكِرَ عن سماحته في البيان: «... ونوّه سماحته بمكانة العراق وتاريخه المجيد وبمحامد شعبه الكريم بمختلف انتماءاته... ».

ثانيًا: كما أكد المرجع السيستاني أنّه شخصيًا يهتم بالمواطنين المسيحيين في العراق؛ حتى يحْيَوا بأمن وسلام، ولهم حقوقهم الدستورية كلها.

ثالثًا: كما أكد السيد على دوره هو شخصيًا؛ لأجل الدفاع عنهم، وحمايتهم من الظلم والأذى في السنوات الماضية، خصوصًا في زمن الإرهاب الذي استولى على مساحات واسعة من العراق، والأعمال الإرهابية التي يندى لها الجبين.


 الخلاصة والنتيجة

١- إنَّ المرجع السيستاني، حدد المظالم ونوعها التي لحقت الشعوب في العالم، ثم حدد نوع المظالم التي لحقت المنطقة الإسلامية، ومِنْ ثَمَّ الشعب الفلسطيني، وحمَّل الدول العظمى المسؤولية.
    كما حدد الجهة المسؤولة عن هذه المظالم وهي: القوى العُظمى دون استثناء.

٢- المرجع حمَّل البابا، وكل شخصية دينية وروحية تدعي أنها تدافع عن السلام وحقوق الشعوب؛ بأن عليهم اتخاذ موقف واضح، ويؤثرون في الدول العظمى، ويمنعون ما تمارسه من مظالم؛ بسبب الحروب، والجشع، وتغليب مصالحهم، ومصادرة الحريات، وتدمير الكرامات.

٣- نصَّ الإمام السيستاني صريحًا على حق الشعب الفلسطيني، وقطع الطريق على أي محاولة في تذويب الحق الفلسطيني بقوله: (الأراضي المحتلة).

٤- أشار بإيضاح ساطع إلى الأساليب والظلم ونوع التحديات، والأساليب التي يمارسها الغرب ضد الشعوب الفقيرة؛ من حصار وتجويع وقتل... وغيرها كما مبين في بيان المرجع.

٥- الإشارة من المرجع  بإيضاح تام إلى البابا، وإلى أي شخصية روحية لها تأثير بأنها لا يمكن أنْ تسمي نفسها داعية سلام؛ مالم تتوجه إلى مناصرة الفقراء، والوقوف ضد الدول الظالمة.


ومن الله التوفيق