×

أخر الأخبار

هل صفار البيض مرتبط بارتفاع الكوليسترول؟

  • اليوم, 12:13
  • 28 مشاهدة

أعداد. ايناس الوندي 

يُعد البيض من أكثر الأطعمة استهلاكًا في العالم، وغالبًا ما يرتبط ذكره بجدل صحي حول تأثيره على مستويات الكوليسترول في الدم. يتكون البيض من البياض (مصدر البروتين) والصفار (يحوي أغلب الدهون والكوليسترول). في هذا التقرير، نستعرض الأدلة العلمية الحديثة لنعرف الحقيقة خلف هذا الجدل. 

 ما هو الكوليسترول ولماذا نهتم به؟

الكوليسترول هو مادة دهنية ضرورية للجسم تُستخدم في بناء الخلايا وإنتاج الهرمونات. يوجد في الدم على شكل:

LDL (السيء): ارتفاعه يزيد خطر أمراض القلب.

HDL (الجيد): يساعد على إزالة الكوليسترول الضار.
الكوليسترول يأتي من مصدرين:

1. إنتاج الكبد

2. الأطعمة التي نتناولها مثل صفار البيض.

الدلائل العلمية: ماذا تقول الأبحاث؟

1. تأثير الكوليسترول الغذائي على مستويات الدم

تحليلات علمية أظهرت أن تناول الكوليسترول من الغذاء (بما في ذلك البيض) يمكن أن يرفع إجمالي الكوليسترول وLDL وHDL مقارنة بعدم تناوله، لكن النسبة بين LDL وHDL تبقى متوازنة غالبًا، وهو عامل مهم في تقييم مخاطر القلب. 

2. القراءات الحديثة: دور الدهون المشبعة أهم

دراسة حديثة عكست فهمنا السابق:

الدهون المشبعة في النظام الغذائي هي العامل الأقوى في رفع LDL (السيء).

الكوليسترول الغذائي من البيض وحده لم يرفع LDL بشكل واضح، بل في بعض الحالات انخفض LDL عند تناول البيض في نظام قليل الدهون المشبعة. 

3. الدراسات الوبائية (مراقبة طويلة المدى)

جمع تحليل شامل لأكثر من 2.7 مليون شخص في دراسات متابعة طويلة أظهر:

ارتباطًا طفيفًا بين تناول كميات كبيرة من البيض أو الكوليسترول الغذائي وزيادة مخاطر الوفاة العامة.

لا يوجد ارتباط قوي بزيادة مخاطر أمراض القلب على مستويات تناول معتدلة. 

 لماذا يختلف تأثير البيض على كل شخص؟

استجابة الجسم للكوليسترول الغذائي تختلف بين الأفراد:

البعض يسمى “مستجيبًا حساسًا”: يرتفع لديهم الكوليسترول مع زيادة الكوليسترول الغذائي.

الغالبية لديهم استجابة ضعيفة أو معتدلة.
العوامل الوراثية، نمط الأكل العام، والدهون المشبعة في الغذاء تحدد التأثير الكلي على الدم.

 ماذا يقول الخبراء اليوم؟

العديد من الإرشادات التغذوية الحديثة ترى أن:

الكوليسترول الغذائي وحده ليس العدو الرئيسي لارتفاع الكوليسترول في الدم.

التركيز يجب أن يكون على التقليل من الدهون المشبعة والمتحولة (المقليات، اللحوم الدهنية، الوجبات السريعة).

البيض يمكن أن يكون جزءًا من نظام غذائي صحي إذا ما أُنتِج ضمن نمط غذائي متوازن. 


 الفوائد الصحية لصفار البيض

صفار البيض ليس مجرد كوليسترول فقط، بل يحتوي على:

فيتامينات A, D, E, B12

السيلينيوم، الفوسفور، الكولين المفيد للدماغ

مضادات أكسدة مفيدة للعين
هذه العناصر تجعله غذاءً مغذيًا حتى لو كان يحتوي على الكوليسترول. 

 أمثلة من الواقع

هناك تقارير علمية وطبية حتى عن دراسات غير رسمية أشارت إلى أشخاص تناولوا كميات كبيرة من البيض دون أن يتسبب ذلك في ارتفاع الكوليسترول لديهم، بل في بعض الحالات انخفضت مستويات LDL، ما يدعم فكرة أن الاستجابة الفردية تلعب دورًا مهمًا. 

 توصيات عملية لقراء

. المعتدل هو الأذكى: تناول 1–2 بيضة يوميًا في معظم الحالات يعتبر آمنًا ضمن نظام غذائي صحي. 
. قلل الدهون الضارة: الدهون المشبعة والمتحولة لها تأثير أكبر على الكوليسترول من الكوليسترول الغذائي نفسه.

استشر طبيبك إذا كنت تعاني من:

ارتفاع الكوليسترول الشديد

أمراض القلب

السكري
فقد تحتاج خطة غذائية مخصصة.

خلاصة : 
العلاقة بين صفار البيض والكوليسترول ليست خطية أو سلبية كما كان يُعتقد. الأدلة العلمية الحديثة تشير إلى أن:
صفار البيض يرفع بعض مؤشرات الكوليسترول قليلًا، لكن ليس بشكل كبير أو خطير عند معظم الناس. 

الدهون المشبعة في النظام الغذائي تلعب دورًا أكبر في ارتفاع الكوليسترول السيء. 

ضمن نظام غذائي متوازن، يمكن للبيض أن يكون جزءًا صحيًا ولا يسبب مشكلات كبيرة لمعظم الأشخاص.