×

أخر الأخبار

رحيل صانعة قبّعة الجواهري… دلبر مجيد تودّع الذاكرة الثقافية العراقية

  • اليوم, 00:25
  • 20 مشاهدة

متابعة . تنوع نيوز


رحلت اليوم دلبر مجيد، الحرفية التي ارتبط اسمها بصناعة قبّعة الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، تلك القبّعة التي أصبحت جزءًا من صورته الأيقونية في الذاكرة العراقية. وتميّزت الراحلة بمهارتها في مهنة الخياطة التقليدية، حيث أسهمت في صياغة ملامح إحدى أبرز الشخصيات الأدبية في تاريخ العراق.
ويُذكر أن محمد مهدي الجواهري، المولود عام 1899 في النجف، ينحدر من عائلة ذات جذور كوردية من منطقة تُعرف بـ“الجوهرية”. وقد نشأ في بيئة دينية علمية قبل أن يتجه إلى الأدب ويغدو أحد أبرز أعمدة الشعر العربي، مُلقَّبًا بـ “شاعر العرب الأكبر” لما تميز به من لغة جزلة وصور شعرية مشحونة بالانفعال الإنساني والوطني.
عمل الجواهري في الصحافة، فأسّس جريدتي الفرات والرأي العام، كما خاض العمل السياسي لفترة قصيرة وانتُخب نائبًا في البرلمان عام 1947، ثم ترأس اتحاد الأدباء في العراق. وكتب في موضوعات الوطن والحرية والرثاء والاحتجاج، واشتهرت أعماله الطويلة ذات البناء الكلاسيكي المتين.

اضطر الجواهري إلى مغادرة العراق مرات عديدة بسبب مواقفه السياسية، متنقلًا بين دمشق والقاهرة وبيروت وبراغ، قبل أن يرحل عام 1997 ويُوارى الثرى في دمشق. وظل طوال حياته معتزًا بجذوره الكوردية، وهو ما وثّقته كتب ودراسات تناولت علاقته بالموروث الكوردي.

بهذا الرحيل، تفقد الذاكرة الثقافية العراقية إحدى النساء اللواتي كنّ جزءًا من صناعة صورة شاعر العراق الأكبر، بينما يبقى أثر دلبر مجيد محفوظًا في تاريخ الجواهري وفي وجدان المهتمين بالتراث والهوية.