×

أخر الأخبار

مليون رفات في أرض العراق.. شاهدٌ على جريمة لم تنتهِ بعد

  • 15-11-2025, 11:46
  • 108 مشاهدة

متابعات.تنوع نيوز

في تقرير صادم نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، كُشف الستار عن واحدة من أعمق جراح العراق وأكثرها إيلاماً: نحو مليون رفات بشرية ما تزال مطمورة تحت تراب البلاد، ضحايا عقود من العنف، من جرائم النظام السابق إلى إرهاب القاعدة وداعش، وصولاً إلى آثار الحروب والنزاعات المتعاقبة.

بين تلك الشواهد الصامتة، يبرز صوت الخبير ضرغام عبد المجيد، الذي قضى أكثر من 15 عاماً في حفر المقابر الجماعية، وهو يصف مشهداً لن ينساه من مقبرة علو عنتر في تلعفر:

 “كانت الجثث مكدّسة على ارتفاع ثمانية أمتار داخل حفرة عمقها عشرون متراً… بعضها ما زال محتفظاً بملامحه بسبب جفاف الأرض. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل.”

مقبرة علو عنتر ليست حالة منفردة؛ فهي تضم ضحايا من فترات مختلفة:
– جرائم تنظيم داع..ش،
– مجازر التسعينات،
– ضحايا القاعدة وما بعد 2003.

منذ عام 2008، تعمل فرق الطب العدلي العراقية، وبمساندة خبراء الأمم المتحدة، على واحدة من أصعب المهام الإنسانية:
انتشال الرفات، تحليل الحمض النووي، وإعادة الأسماء إلى أصحابها بعد أن سُلبوا حتى من هويتهم الأخيرة.
في مأساة الأيزيديين، لا تزال شيرين إبراهيم أحمد تبحث عن أثرٍ لوالدتها وجدتها اللتين قُتلتا في سنجار. تقول شيرين بقلبٍ مكسور:

 “ما زالت أجسادهما مفقودة… لكننا لن نفقد الأمل في معرفة مصيرهما.”
كل حفرة تُفتح في أرض العراق ليست مجرد موقع أثري أو رقم جديد في ملفّات الجرائم…
إنها صرخة مؤجلة، وحكاية أمّ لم تنتظر ابنها، وطفل لم يعرف وجه أبيه، ومدينة ما زالت تُحصي موتاها بصمت.

العراق ما زال ينزف من باطنه، لكن الأمل قائم بأن تكون هذه المقابر الجماعية ..… هي الأخيرة.