أعلنت اللجنة النرويجية لجائزة نوبل للسلام اليوم عن منح الجائزة للسياسية والمعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، تكريمًا لنضالها السلمي والدؤوب من أجل استعادة الديمقراطية وحقوق الإنسان في فنزويلا.
وقالت اللجنة في بيانها إن ماتشادو “مثّلت بصوتها الشجاع والمستقل مطلب ملايين الفنزويليين في الحرية والعدالة، وأظهرت التزامًا ثابتًا بالمقاومة المدنية السلمية في وجه القمع والاستبداد”.
وتُعد ماريا كورينا ماتشادو (58 عامًا) واحدة من أبرز رموز المعارضة في البلاد، حيث عُرفت بدورها في فضح انتهاكات نظام الرئيسين هوغو تشافيز ونيكولاس مادورو، ودعت لانتقال ديمقراطي شامل من خلال الانتخابات والمؤسسات الدستورية. وكانت قد تعرضت لملاحقات سياسية وتهديدات متكررة، وحرمت من الترشح للرئاسة رغم فوزها بالانتخابات التمهيدية للمعارضة في عام 2023.
ويأتي منحها الجائزة في لحظة حرجة تمرّ بها فنزويلا، حيث يواجه ملايين المواطنين أزمات إنسانية واقتصادية خانقة، وسط استمرار الحكم الاستبدادي وتضييق الفضاء المدني والسياسي.
وبينما كانت الأوساط السياسية تترقب أن تُمنح الجائزة هذا العام لشخصيات عالمية ذات نفوذ واسع، بينها الرئيس الأميركي دونالد ترامب – الذي سبق أن سعى لنيل الجائزة ولو عبر ضغوط غير مباشرة وتصريحات متكررة – جاء اختيار ماريا كورينا تتويجًا لمسار نضالي مدني طويل، بعيدا عن الشعارات السياسية والمصالح الدولية.
وكانت ماريا قد بدأت حياتها المهنية كمهندسة صناعية، وشاركت في تأسيس منظمة “Súmate” المعنية بمراقبة الانتخابات، قبل أن تنتقل إلى البرلمان كنائبة منتخبة عام 2010، حيث عُرفت بمداخلاتها الجريئة ورفضها المطلق لهيمنة السلطة على المؤسسات.
وتُعد هذه هي المرة الأولى التي تُمنح فيها جائزة نوبل للسلام لشخصية فنزويلية، مما يشكّل دعمًا رمزيًا هامًا للمعارضة المدنية في البلاد، ويعيد تسليط الضوء على الوضع الحقوقي والإنساني المتدهور في فنزويلا.