×

أخر الأخبار

جوجل.. من كراج صغير إلى إمبراطورية رقمية في ذكرى 27 لتأسيس جوجل

  • 27-09-2025, 13:52
  • 134 مشاهدة

تحقيق – ايناس الوندي

في الرابع من سبتمبر/أيلول 1998، سجّل طالبان شابان من جامعة ستانفورد، لاري بايج وسيرجي برين، اسم شركة لم يتخيلا أن تتحول بعد عقدين إلى أيقونة الإنترنت ومفتاح الحياة الرقمية في العالم. البداية كانت من كراج صغير في كاليفورنيا، لكن الطموح كان بحجم "googol" – الكلمة الرياضية التي تعني الرقم واحد متبوعًا بمئة صفر – وهو ما ألهم اسم الشركة الجديدة: Google.
منذ تلك اللحظة، لم يعد البحث عن المعلومة كما كان من قبل. "جوجلها" صار فعلًا يوميًا يرافق مئات الملايين في أنحاء العالم، حتى بات اسم الشركة مرادفًا للبحث ذاته.

من "BackRub" إلى "Google"
تعود الحكاية إلى عام 1995، حين عمل لاري وسيرجي على مشروع بحثي في ستانفورد أطلقا عليه اسم BackRub، لقدرته على تحليل الروابط بين المواقع. لكن الاسم لم يدم طويلًا. أراد المؤسسان اسمًا أوسع، يعكس حلمهما بتنظيم الكم الهائل من بيانات الإنترنت. وهنا ظهر "Google".

التأسيس الرسمي جاء في 4 سبتمبر 1998، لكن الشركة درجت على الاحتفال بعيد ميلادها في 27 سبتمبر، وهو اليوم الذي شهد انطلاق محرك البحث للعالم بصورة أشمل.

صعود إمبراطورية الإنترنت

منذ بدايتها المتواضعة، نمت جوجل بسرعة مذهلة:

2000: إطلاق الإعلانات الممولة (AdWords) لتتحول إلى ماكينة أرباح.

2004: إطلاق بريد Gmail، الذي غير مفهوم البريد الإلكتروني.

2005–2006: إطلاق Google Maps وشراء YouTube، ليصبح الفيديو جزءًا من ثورة المحتوى.
2010 فما بعده: الدخول في الهواتف الذكية عبر نظام أندرويد، وتوسيع الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، والسيارات ذاتية القيادة.

اليوم، لم تعد جوجل مجرد محرك بحث، بل شبكة متكاملة من الخدمات والمنتجات التي تلامس تفاصيل الحياة اليومية: من الملاحة إلى الترجمة، من إدارة البريد إلى التسوق الرقمي.

الاحتفال بالذكرى
مع كل ذكرى، تغيّر جوجل شعارها على صفحتها الرئيسية إلى رسومات (Doodles) مبتكرة، وتحمل غالبًا الرقم الجديد للسنوات. ففي الذكرى الخامسة والعشرين مثلاً، تحوّل شعارها إلى "G25gle"، كما قدّمت عروضًا وخصومات على منتجاتها وأطلقت خلفيات تفاعلية.
هذه الاحتفالات ليست مجرد رمزية؛ بل تذكير دائم للعالم أن الشركة ما زالت تعيد ابتكار نفسها باستمرار.

بين النجاح والاتهامات
لكن هذا النجاح الكبير لم يخلُ من الجدل.
تُتهم جوجل أحيانًا بالاحتكار، سواء عبر التحكم بنتائج البحث أو تفضيل منتجاتها في السوق.
كما تواجه انتقادات تتعلق بالخصوصية، إذ تجمع كميات هائلة من بيانات المستخدمين، ما يثير مخاوف حول أمن المعلومات الشخصية.

ورغم ذلك، لا تزال الشركة تحتفظ بمكانتها باعتبارها البوابة الأولى إلى المعرفة في العصر الرقمي.

جوجل في ذاكرة العالم
اليوم، بعد أكثر من ربع قرن على التأسيس، باتت جوجل لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد العالمي، ورافعة للابتكار الرقمي. لا يكاد يمر يوم دون أن يلجأ شخص في أقصى الأرض إلى نافذة البحث البيضاء الشهيرة، باحثًا عن إجابة، طريق، أو حتى فرصة حياة جديدة.
ولعل أكثر ما يثير الانتباه أن جزءًا كبيرًا من استفسارات البحث اليومية لم يسبق أن كُتب من قبل، وهو ما يذكّر أن الإنسان، مثل جوجل، لا يتوقف عن طرح الأسئلة.

وأخيرا: في ذكرى تأسيسها، تُثبت جوجل أن قصة صغيرة يمكن أن تغيّر العالم. من كراج بسيط في وادي السيليكون إلى إمبراطورية تكنولوجية تُحدد مسارات المستقبل. وما بين الطموح والاتهامات، تظل جوجل حكاية لا يمكن تجاوزها في تاريخ الإنترنت.