نينوى – تنوع نيوز
آب 2025
بدأت الفرق المتخصصة التابعة لدائرة المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء، وبالتعاون مع عدد من الجهات الأمنية والجهات الساندة، أعمال فتح مقبرة "الخسفة" الجماعية الواقعة إلى الجنوب من مدينة الموصل، والتي تُعد من أضخم المقابر الجماعية في العراق والعالم، حيث تشير تقديرات أولية إلى أن آلاف الضحايا قد دُفنوا فيها على يد تنظيم داع ش إبان سيطرته على المحافظة.
المرحلة الأولى: جمع الأدلة والرفات
تستمر المرحلة الأولى من العمل لمدة 15 يوماً، وتشمل جمع الأدلة الجنائية والرفات البشرية تمهيداً لنقلها إلى الفرق الطبية والقانونية المختصة. غير أن العملية تواجه تحديات كبيرة، أبرزها وجود مياه كبريتية سامة داخل الحفرة، إضافةً إلى متفجرات وألغام زرعها التنظيم قبل اندحاره، مما يجعل عمل الفرق محفوفاً بالمخاطر ويحتاج إلى إجراءات أمنيّة دقيقة.
المرحلة الثانية: الدراسات الجامعية
وبحسب الجهات المشرفة، فإن المرحلة الثانية ستعتمد على نتائج دراسات علمية وجامعية، أبرزها من جامعة الموصل، لتحديد طبيعة الأرض، واستقرارها الجيولوجي، وإيجاد آليات آمنة لمواصلة التنقيب ومنع حدوث انزلاقات أو انهيارات في الموقع.
تحديد هوية الضحايا
أما عدد الضحايا وهوياتهم فلن يُعلن عنها في هذه المرحلة، بل سيتم التعرف عليهم لاحقاً من خلال الفحوصات القانونية والطب العدلي، بما في ذلك مطابقة الحمض النووي (DNA) مع ذوي المفقودين. وتؤكد الجهات المعنية أن هذا العمل يحتاج وقتاً وجهداً علمياً كبيراً، في ظل حجم المأساة وضخامة المقبرة.
أهمية الخطوة
يمثل فتح مقبرة الخسفة الجماعية خطوة مهمة على طريق توثيق جرائم داع ش، والوفاء لضحايا الإبادة الجماعية، وتقديم الأدلة القانونية للمحاكم المختصة، فضلاً عن منح عوائل الضحايا حقهم في معرفة مصير أحبائهم بعد سنوات من الانتظار.