بقلم .حسام الحاج حسين .
لاتوجد مؤسسات أعلامية في العالم قادرة على صناعة الأبواق الطائفية مثل المؤسسات الأعلامية العربية .
ومن أبرز سمات الأعلام العربي الطائفي السني هو ( الولاء والبراء) الولاء للنظام السني الطائفي في سوريا والبراء من الأقليات المتهمة بالعمالة للأجنبي . نعم من حق الأقليات ان تحمي نفسها حتى ولو استعانت بالشيطان طالما لاتوجد حكومة رشيدة وعاقلة في دمشق على الأقليات ان تبحث عن ملاذ آمن .
نتذكر عندما ذبح الجولاني العلويين والمسيحيين اصطفت الأبواق الأعلامية ( السنية ) معه.
في كل الأعلام العربي وخاصة من الذين يدعون انهم مدنيين وليبراليين وينتقدون الأسلام السياسي قامو بتغيير جلودهم واصبحو يسبحون بحمد الجولاني الأرهابي .
ان حرق الكنائس واتهجير المسيحيين ومصادرة ممتلكاتهم مع قتل وذبح العلويين في الساحل الى محاولة آبادة الدروز وسحقهم والتنكيل بهم من قبل ابومحمد الجولاني هو دليل راسخ وغير قابل للشك على انها ستنتج حكومة سلطوية طائفية تكفيرية تستخدم القوات الأرهابية المتعددة الجنسيات من اجل قمع الأقليات واخضاعهم بالقهر والقوة .
برز الأعلام الطائفي بعد سقوط النظام العلوي في سوريا ومع دخول جحافل المغول والتتار والأوزبك بقيادة الأمام الغالب كما يقول الفقه الحنبلي . عاودت هذه الظاهرة إلى البروز وتم إحياء مسالكها والاستنجاد بمختلف أشكالها وتعبيراتها المذهبية والدينية والمناطقية والسياسيّة
حيث اصبح التطرف والجهادية السلفية هو المظهر العام للدولة الجديدة ( سوريستان ) .
وقام الأعلام العربي الطائفي بتلميع الأرهابيين عسى ان يتحول احدهم الى رجل دولة .
كانت الطائفية بمختلف تعبيراتها مُحرّمة في تشريعات الدّول المتحضرة وسياساتها في مختلف أنحاء العالم باعتبارها تهدّد وحدة شعوبها الوطنية والقومية . لكنها اليوم تجد لها بيئة خصبة لكي تترعرع في ظل المال السياسي الفاسد والدولة الفاسدة .
أصبحت الدعاية الطائفية علنيّة ويتم صناعتها عبر كل أشكال ووسائل التّعبئة الشعبية وفنون الدّعاية السياسية والوسائط الإعلامية دون خجل أو حياء. وعلى الرّغم من أنّها ظاهرة ليست جديدة على صعيد العربي والإسلاموي ولكن الجديد هو أن تتحول إلى عقيدة داخل نسيج العقل السياسي العربي السني .!
حيث لايمكن معها ان تعيش الأقليات الا تحت ظل كثيف من التهميش والحرمان والقهر والأضطهاد .
و مما يُثير تساؤلات عدة حول دور الوسائل المرئية في تأجيج العنف الطائفي في العديد من المناطق السورية ، وإسهامها أيضًا في التحريض ضد الطوائف و الجماعات الأخرى لاسيما خلال تغطية الأحداث في الساحل والسويداء . والتي يُلاحظ فيها بشكل واضح وصريح عدم التزام العديد من القنوات العربية والسورية بقواعد المهنية والحيادية، واتجاهها إلى ممارسة التحريض والتحريض المضاد، والدخول كطرف في هذه الأزمات وهو مما يرسخ مفهوم الطائفة الواحدة .
ارتبطت ظاهرة “ الأبواق الطائفيّة”، تاريخيا، بفترات الحروب و الغزوات والأزمنة الملتهبة والتدخّلات الأجنبية والتي كانت ومازالت تعزز الأنقسام المذهبي والطائفي بين المكونات الوطنية . وان المحركات السياسية للأعلام الطائفي هو احد اهم الأذرع "للطائفية السياسية "والتي تُهمش وتُلغيِ الأخر باأستخدام القوى الصلبة والناعمة في نفس الوقت .
مدير مركز الذاكرة الفيلية .حسام الحاج حسين