كرّر المجرم ( النتن ياهو ) ، الذي تعوّدَ الجريمةَ ، وتلطّخت أياديه بدماء الأطفال والشيوخ والنساء في غزّة وغيرها ، كرر كلامه و معه وزير حربه باغتيال الإمام السيّد الخامنئي، وأيّده المجرم الثاني (ترامب) بدمٍ باردٍ ، وبكلّ بلادةٍ ووقاحة لم يشهد لها التاريخ من مثيل . ولنا في المقام عددٌ من الملاحظات :
أوّلاً : إنّ منطق هؤلاء يشي بأنّ العالم اليوم يحكمه منطق العصابات الصهيونية المجرمة التي تجاهر بالجريمة، نعم إنّ المنطق الذي يحكم العالم اليوم هو منطق الإرهاب والتجاوز على الشرعية الدولية والسيادة، بأنْ يعلن مجرمٌ نيّته بقتلِ قائدٍ ومرجعٍ، ضارباً بذلك حقوق الإنسان، واحترام الرأي العام، والشرائع الدولية عرض الحائط ؛ لأنّ هذا السفاح أدركَ أنّ المؤسساتِ الدّولية بلغت من الضّعف حدّاً لا يتحرّك الضمير فيها لرفض الاستكبار ومنطق الإرهاب والاستهانة بالدّماء، ووفق هذا المنحى الخطير تتعطّل القيم وينتهي السَّلام، وتعمّ الهمجية الغربية •
وقبل هذا نشرت إحدى القنوات الاسرائيلية دعوةً لتصفية المرجع الإمام آية الله العظمى السيّد السيستانيّ (دام ظلّه) مما يتّضح أنّ الغرب قد كشّر عن أنيابه علانيةً، ولكنّ الأهم أنّ هذه التهديدات الموجّهة إلى مراجع الشيعة تمثل اعترافاً واضحاً أنّ العلمينِ (المرجع الخامنئي، والسّيستاني) هما قادة التحرّر، وهما من يقف بوجه الاستكبار، وهما حماة المسلمين، وحاجز الصدّ الذي يقف بوجه الإرهاب الصّهيوني المتوحّش •
ثانياً: من الشرف العظيم لقادتنا بأنْ يفكّر المجرمون باغتيال مرجع عالي القدر، لكن يبدو بوضوح أنّ هؤلاء الأوغاد خسروا المنطقة، ولم تتمكّن كُلّ أدواتهم من تغيير خريطة الشَّرق الأوسطِ كما يزعمون، فما دام الإمام الخامنئي في الوجود فإنّ المشروعَ الغربيّ الصُّهيونيّ يتّجه الى الفشل والهاوية، كما أنّ اليهودَ يعلمون أنّ القائد الإمام عليّ الخامنئي والمرجع عليّ السيستاني هما ورثة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع)، الذي كسر هيبة عمرو بن ودّ العامريّ ، ومرحب، وكسر قرون الطّغيان، وهدّم الأوثان والأصنام، وعبّد الطّريق أمام البشرية لتنعم بالعزة والحرية •
ثالثاً: إنّ الإمامَ الخامنئي قائدٌ راسخٌ بأُمّةٍ من المجاهدينَ والمقاومينَ والشُّرفاءِ، ومنهجٌ لمواجهة الصُّهيونيةِ ، وكما تعرفه دوائر الاستكبار أنّه لا يعرفُ التنازل مهما هدّدوا بالرّغم من كلِّ التحديات؛ لأنّه حمل الرّايةَ بثقةٍ، وجعل أحلام قادة الغرب أوهاماً تحت قدميه، ولا يمكنهم بعد اليوم من إعادة عقارب السَّاعة الى الوراء؛ لأنّ الإمامَ الخامنئي منهجٌ يمثل أُمّة مستعدّة أنْ تقاتل الطّاغوت الصّهيوني مهما كلّف الثمن•
نعم إنّ الإمام الخامنئي ليس شخصاً بقدر ما هو منهجٌ في الجهادِ، كما كان رسول الله خطّاً ومنهجاً، والرّسالات لا تموت بموتِ شخصٍ، وإنْ مات بطلُ الخطّ ، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} [آل عمران : 144]، فيا أيّها الطغاة لا يهدأ لكم بال فنحن أمّة كلما سقط منّا شهيدٌ قام مقامه ألف بطلٍ، وأنتم تشاهدون أنّ أمّة آل محمّد أمّة ولودٌ بالأبطالِ، فقد فقدنا أعزّةً في معاركنا، ومنازلتنا معكم، ولكنْ عوّضنا الله بدلهم خيراً، ونحن نعلم أنّ درب الجهاد يتوقّع فيه كلّ شيء، ولكنّنا نؤمن إيماناً بما قاله موسى (ع): {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء : 61 ، 62]•
رابعا: أنّ الدّعي ( النتن ياهو) حينما أعرب عن مخططه لاغيتال الإمام الخامنئي إنّما أراد أنْ يجبر كسره التاريخي، وانهيار أحلام الصهيونية التي أرادت أنْ تتمدّد لتشمل مساحة الشرق الأوسط كلّه، فكان الردّ من الإمام الخامنئي بمسح الكيان من الوجود، وتدمير منشآته، وتعرية سرّ قوته، وإهانة قبّته الحديدية التي تعني تاريخيّاً (حصون خيبر ) أمام هذا الواقع والهزيمة والتشريد لملايين من اليهود الخائفين بصدمة القوّة الشيعية، والوعد الصّادق الثّالث، لم يبق أمام ( النتن ياهو) قوّةٌ يستعين بها إلّا أن يطلق (هذيان ) التهديد، ولو كان يمتلك ذرةَ شرفٍ لعرف قدره واعترف لقومه بهزيمته•
خامساً: نعم إنّه الإمام الخامنئي الجبل الأشم الصّامد، وخلفه أمّة الإسلام الثّائرة، وسلاح العقيدة، وقوة الرجولة تأخذ له تحية الكرامة والاجلال، وأنّه الرجل الذي كشف عن عوراتكم، وأذلّ جبروتكم، ونكّس رؤوسكم، وأهان قوّتكم، وأراكم الموت الزؤام بصواريخ الاسلام التي لقّنتكم الدّرس أبد الدّهر، هذا هو الإمام الخامنئي الذي حفظ لأمّة الاسلام كرامتها في وقت يريد لها عملاء إسرائيل من ملوك وزعماء عرب أنْ يعطوا للطّغاة يد الذلّ باسم الاسلام، إنّه رجل جاء من عمق التاريخ، ومن سلالة عليّ (ع) فلا غرابة منه أنْ يقول ما قاله جدّه الإمام الحسين بن عليّ (ع) الرّدّ على من أرادوا له الخضوع ليزيد: «لا أعطينّكُم بيدي إعطاء الذّليل ولا أَقّرُ لكُم إقرار العبيد»•
سادسا: تقف خلف الإمام الخامنئي أمَةً شجاعةً وقيادةً صادقةً، وليس أدلّ على ذلك أنّنا لم نشاهد فردا من إيران هرول في طرقات طهران عارياً، كما حصل في كيانكم اللقيط، ومازالت غزّةُ صامدةً ،وحزب الله في لبنان يتحداكم، وفي اليمن رجالٌ هزمت أساطيلكم، بينما أمّتكم التي جمُعتْ من أراذل شعوب العالم تلوذ في الملاجيء، يحاصرها الخوف، ويتمنّون الهرب، وهم غارقون بروح الهزيمة وكأس الهوان ، ويتمنون الموت أهون لهم من البقاء أيّاما في جحورهم، من صواريخ أمّة الأسلام . قال الشّاعرُ:كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا•
سيّدنا الكبير أيّها الإمام الخامنئي؛ تقف خلفك أُمّةُ الإسلام كلّها، ولن تحيد عن طريقك، ولن تتنازل عن منهجك ذقْ أعداءك كأس الهزيمة، وليعلموا أنّ أمّة الاسلام لا تمثّلها دول الخنوع •
اليك سيدي تحيات شعبي العراقي الغيور الذي رفع راية الولاء لكم وللمرجع العظيم السيد السيستاني وما بدّلوا تبديلا. وفي البين استعير اهزوجة الجنوب: «لو صار وزاها إحنه أعظم ساتر».ولا نقول لك ما قالته اليهودُ لأنبيائها: {... فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة : 24]، بل بنقول لك سيّدي صدقاً ووعداً وعهداً: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا معكم مقاتلون، ودماؤنا قبل دمائكم .