١-رغبة الرئيس الامريكي ترامب بلقاء المرشد الايراني أو رئيس الجمهورية..لم تأت عن فراغ أو حالة مزاجية أو ترف ساهر مر بخيال الرئيس ..وربما هي رغبة استكشاف هذا العالم الايراني الموغل بالبعد والغموض ..والمختلف عن بقية خلق الله …والمتمرد على السكون ..وبمجرد اعلانه الرغبة ..انغمر المتابعون بالمتابعة والتحليل لهذا الحرص الترامبي على ذلك
٢-بعد كل لقاء بين الطرفين الامريكي والايراني (تزداد) رغبة ترامب في عبور الاطلسي العظيم دون النزول في اوروبا ليصل الى ضفاف الخليج (على الجانبين بريد الهوى) كما رواها الجواهري الكبير..ويزداد منسوب التنظير للمستقبل الايراني (الزاهر) كما رواه ترامب لوحده..فهو لم يترك مناسبة الا ويذكر ايران فيها ويضعها بين (الحب والنار) في سردية مثيرة
٣-بينما كان ترامب في غرفته لوحده ..طرق الباب (ضابط أمنه
الخاص)لينقل له رسالة (خاصة) تشبه التقرير عن نشاط أحد المسؤولين وتسجيلات لاحاديث هاتفية له (مكالمات خارجية) مع رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي نتن ياهو ..ارتجفت الورقة (التقرير) بيد ترامب اليسرى..ثم طلب بأشارة من يده اليمنى من مسؤول أمنه الاتصال برئيس وكالة المخابرات على الفور ..
٤-بعد أن أكمل ترامب مكالمته الهاتفية مع رئيس جهاز CIA..طلب من وزير خارجيته الحضور الى مكتبه للتداول ب(موضوع مهم)..وقبل وصول وزير الخارجية أجرى ترامب مجموعة اتصالات بصوت خفيض وبلغة حذرة …وصل وزير الخارجية ليجد في يد ترامب تقريراً يبدو هاماً جداً..دفعه ترامب اليه
٥-التقرير يقول(ان مايكل والتز) مستشار الامن القومي يجري اتصالات يومية مع نتن ياهو …وينسقان الموقف والرغبة في الهجوم على ايران .. والدفع بالرئيس ترامب الى اتخاذ قرار الحرب ) وتمت كل هذه الاتصالات بدون علم الرئيس .. وعبر اشارات بين الطرفين..وقد بدا ذلك واضحاً على سلوك وتصرفات مستشار الامن القومي عبر اجتماعات يتخللها الكثير من الخلاف مع الاخرين..
٦-صدر قرار ترامب باعفاء مستشار الامن القومي مايكل والتز (المتحمس للحرب ضد ايران)..واسند المنصب الى وزير خارجيته(المزعج في تصريحاته ضد المفاوضات)..وبالتالي كانت (ضربة مزدوجة) ..تخلص من (عنصري تشويش) على المفاوضات ..وزير خارجيته ..ومستشار الامن القومي ..واعطى ترامب درساً للجميع بأن (ملف ايران) هو ملفه(الحصري) وعلى الجميع أن (لايخرج عن السرب) سراً وعلانية..وكانت هذه احدى( رغبات وشكاوى ايران)…
٧-ترامب كان حريصاً على تهيئة الاجواء والطقوس لمسرح المفاوضات مع ايران..بدأها باستدعاء نتن ياهو الى واشنطن ليأتي على عجل..دون إعطائه علم بسبب الزيارة المفاجئة ..وسمع نتن ياهو كلاماً دقيقاً (الشرط الكبير) للعلاقة بينهما..وهذا الشرط هو(عدم التشويش) على المفاوضات مع ايران (لاباليد ولا باللسان) ..سمع نتن ياهو الشرط بذهول واضح على لون وجهه واستدارات عينيه).. ثم عاد ..
٨-عراقجي ..دخل على خط الحبال النفسية للرئيس ترامب ..حين أرفق تغريدة له بمنشور (أعاد نشره جونيور ترامب نجل الرئيس) لناشط ديمقراطي يدعو الى(إفشال اي اتفاق نووي مع ايران)..واتهم فريق المفاوضات الامريكي بانه(يسعى الى تليين موقف ترامب تجاه ايران)..خلافاً لرغبة الرئيس..وهنا التقطها ترامب فوجدها (موزونة) بميزان اليورانيوم ..بعد أن حسبت على ميزان الذهب في بازار طهران..
٩-الجغرافية..تلعب هنا شوطاً في السياسة..حيث أعلن (خبير اعلامي ايراني) عن احتمالية لقاء (الرئيسين الامريكي والايراني في الرياض) خلال زيارة ترامب للسعودية..فالمسافة قريبة ..وروحانية لقربها من موسم الحج..وتم التكتم على الخبر (لقوة الصدمة) على مقياس (الحوثي) الذي استلم (رغبة ترامب) ..بزيارة الخليج بدون (تشويش) لمسيرات (صعدة) اليدوية ..ومراعاة لضيوف جيرانه العرب..(فتبسم الحوثي من قولها)قبل أن يسافر في رحلة القات المسلية بين صخور الجبال …
١٠-لم يبق الا اسبوع واحد على زيارة ترامب لدول الخليج ..والمسافة ليست بعيدة بين الضفتين ..وربما سيعمل ترامب على ( تقصيرها)..
سيتمتع ترامب بالوقوف على ضفاف الخليج..وسيعلن أمنيته في الوقوف على الضفة الاخرى على سجادة (كاشان) من صنع محلي..
ولايران أمنيات كذلك..ولكنها لا تستبق أذان الفجر..
وتتمنى الشراكة مع الشمس ولو بخيط من حرير….ولهذا وذاك يريد لها ترامب أن تبسط أجنحتها (حين تطير)..ليستمتع بألوانها الجميع..قبل أن يراقص (الفستق ) بين أصابعه الملساء..