في تاريخ العراق الطبي، برزت أسماء عديدة أسهمت في وضع أسس الطب الحديث في البلاد، وكان من بين الرعيل الأول المؤسس للطب العراقي الدكتورة ليلى إفرايم إلياس، التي تعد واحدة من أوائل الطبيبات العراقيات المتخصصات في طب الأمراض العصبية.
وُلدت ليلى إفرايم إلياس في العراق، وانضمت إلى كلية الطب العراقية الملكية، التي كانت آنذاك من المؤسسات التعليمية الرائدة في المنطقة. تخرجت عام 1938، في وقت كانت فيه مشاركة النساء في مجال الطب نادرة جدًا، مما جعلها من الرائدات اللاتي فتحن الباب أمام الأجيال القادمة من الطبيبات العراقيات.
بعد تخرجها، اختارت ليلى إفرايم إلياس التخصص في طب الأمراض العصبية، وهو مجال معقد يتطلب دراسة معمقة وفهماً دقيقاً للجهاز العصبي وأمراضه. أسهمت في تطوير هذا التخصص في العراق، وعملت في المستشفيات التعليمية والمراكز الطبية، حيث كانت تقدم خدماتها للمرضى، إلى جانب مساهماتها الأكاديمية في تدريب طلاب الطب والأطباء المقيمين.
فيما يتعلق بجذورها، هناك تكهنات بأن الدكتورة ليلى إفرايم إلياس قد تكون من اليهود العراقيين، نظراً لاسمها الذي يحمل دلالات شائعة في الأوساط اليهودية، إلا أن المعلومات التاريخية الدقيقة حول أصولها القومية غير موثقة بشكل واضح. ومع ذلك، فإن تأثيرها في المجال الطبي لا يزال راسخاً، حيث كانت مثالاً للطبيبة العراقية التي تحدت القيود الاجتماعية في عصرها، وأسهمت في وضع أسس طبية لا تزال مؤثرة حتى اليوم.
تُعد الدكتورة ليلى إفرايم إلياس من الأسماء التي يجب أن تُذكر بفخر عند الحديث عن رواد الطب العراقي، إذ لم تكن مجرد طبيبة، بل كانت نموذجاً للمرأة الرائدة التي أثبتت قدرة النساء على تحقيق النجاح في مجالات صعبة مثل الطب العصبي. ويبقى إرثها شاهداً على مرحلة مهمة في تطور القطاع الصحي في العراق.