أصدر المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين بياناً بمناسبة يوم القدس العالمي، مؤكداً تضامنه مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ووصف المناسبة بأنها "صرخة عالمية في وجه الظلم" وليست مجرد ذكرى عابرة، بل محطة لتجديد العهد مع القدس كرمز للكرامة الإسلامية والإنسانية.
وربط البيان بين معاناة الكورد الفيليين التاريخية ونضال الفلسطينيين، مشيراً إلى أن المكون العراقي الأصيل، الذي عانى عقوداً من التهجير والاضطهاد، يحمل في وجدانه قيم الصمود ذاتها التي يُظهرها الفلسطينيون في مواجهة الاحتلال.
وأوضح أن سياسات النظام البائد السابق في العراق، التي استهدفت تهجير الفيليين، تتقاطع مع محاولات الاحتلال الصهيوني اقتلاع الهوية الفلسطينية.
كما أبرز البيان البُعد العقائدي للقضية، مشيراً إلى أن الهوية الشيعية للكورد الفيليين تجعلهم جزءاً من "محور المقاومة" الذي يضع تحرير القدس في صلب أولوياته.
ودعا أبناء الشعب العراقي، ولاسيما الكورد الفيليين، إلى المشاركة الفاعلة في إحياء المناسبة، مؤكداً أن يوم القدس ليس تعبيراً عن التضامن فحسب، بل تأكيداً على وحدة الشعوب المستضعفة ضد قوى الاستكبار.
واختتم المؤتمر تصريحه بتجديد الأمل بتحرير فلسطين، معتبراً أن صمود الكورد الفيليين أمام "الظلم والطغيان" نموذجاً يُستلهم منه، ومُعرباً عن يقينه بأن النصر آتٍ بفضل إرادة الفلسطينيين وصبرهم.
فيما يلي نص البيان كما تلقته وكالة "تنوع نيوز ":
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ" ( صدق الله العلي العظيم )
في يوم القدس العالمي، الذي أعلنه الإمام الخميني (قده) ليكون صرخةً عالميةً في وجه الظلم والاحتلال، نتوجه اليوم بأسمى آيات التضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم وقضيته العادلة، ونؤكد أن هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى عابرة بل هي محطة سنوية لتجديد العهد مع القدس الشريف، رمز الكرامة الإسلامية والإنسانية.
إن الكورد الفيليين، هذا المكون العراقي الأصيل ذو الجذور العميقة في تاريخ العراق، يحملون في وجدانهم معاني النضال والصمود، وكيف لا وهم من ذاقوا مرارة التهجير والاضطهاد خلال العقود الماضية، لكنهم ظلوا ثابتين في انتمائهم لوطنهم وقضايا أمتهم.
وفي يوم القدس العالمي، نجد أن هناك ارتباطاً روحياً وثقافياً وعقائدياً بين معاناة الكورد الفيليين ونضال الشعب الفلسطيني على أكثر من صعيد.
فكما قاوم الكورد الفيليون سياسات التهجير القسري والاضطهاد خلال حقبة النظام البائد، فإن الشعب الفلسطيني يقاوم الاحتلال الصهيوني الذي يسعى لاقتلاع هويته وتهجير أبنائه.
كما أن خصوصية الهوية الشيعية للكورد الفيليين جعلتهم جزءاً من محور المقاومة الذي يضع قضية القدس وفلسطين في صلب أولوياته.
وفي هذا اليوم العظيم، ندعو أبناء العراق عامةً والكورد الفيليين خاصةً إلى المشاركة الفاعلة في إحياء يوم القدس العالمي.
إن هذه المناسبة ليست فقط للتضامن مع فلسطين، بل هي تأكيد على وحدة الشعوب المستضعفة في مواجهة قوى الظلم والاستكبار.
إن الكورد الفيليين، بما يحملونه من إرث نضالي وروحي، مدعوون ليكونوا في طليعة المدافعين عن القدس الشريف.
إننا نؤمن بأن يوم القدس العالمي هو مناسبة لتجديد الأمل بأن النصر قادم لا محالة.
وكما انتصر الكورد الفيليون بصمودهم أمام الظلم والطغيان، فإننا على يقين بأن الشعب الفلسطيني سيحقق النصر والتحرير بإرادته وصبره.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المؤتمر الوطني العام
للكورد الفيليين
28 / 3 / 2025
27 رمضان 1446