كثيرةٌ هي الحروب التي عصفت بالعراق، مخلفة وراءها ظروفا وقصصا وحكايات ومآسيا كثيرة وكبيرة، أرهقت وأثقلت كاهل البلاد، وكأن الحروب لم تكتف بما سببته من دمار، ليضاف لها الإرهاب على مختلف المسميات، ليزيد من حجم المآسي الى تلك التي أصبحت بحكم الأحداث المتتالية (قديمة).ولعل قصة المرأة التركمانية أم علي أو أم الشهداء العشرة، لا فرق بين الأسمين، فالوجع يسكن قلب هذه العجوز منذ استشهاد أولادها العشرة على يد عصابات داعش الإرهابية. المرأة التركمانية التي شدت انتباه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، فأمر بتوجيه وفد خاص لها يترأسه مدير عام دائرة ضحايا الاٍرهاب في مؤسسة الشهداء، إلى مدينة تلعفر في نينوى، ومن هناك تبدأ الحكاية.وبعد وصول مدير دائرة شهداء ضحايا الإرهاب طارق المندلاوي، ألذي ترأس وفداً ضم أعضاء مديرية شهداء نينوى، الى بيت الحاجة ميسه دنون يونس/ أم علي، تبين أنها تعيش في بيت مستأجر ولا تملك شبراً في هذا الوطن، وكانت من جملة المهجرين في مدينة كربلاء المقدسة لمدة أربع سنوات. لهذه الأم التي لا تملك سوى ذكرياتها المأساوية، وصورة لعشرة شهداء، عُلّقت في مدخل منزلها، ليخبر زائريه عن وجع دفين ودموع عينيها التي لم تجف يوما. وأوضح المندلاوي: أنه بعد ذهابنا الى منزل الحاجة ميسه دنون يونس/ أم علي لقراءة سورة الفاتحة نيابة عن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي حملنا تحياته لها و تقديره العالي لصبرها على عظيم المحنة التي ألمت بها. تحدث المندلاوي للحاجة ميسة، قائلاً "أنتِ بحق مثالُ المرأة العراقية المؤمنة، لا بل أكثر من ذلك، و نحن نرى في صبرك، صبر السيدة زينب الكبرى بفاجعة الطف، فلك منا كل التقدير والمحبة والدعاء بأن يطيل الله عمرك حتى ترين العراق آمناً مزدهراً لا مكان فيه للظالمين".وطالب المندلاوي بتخصيص ساحة تحمل اسمها وسط تلعفر، لتخليد بطولتها، كما وأكد قائممقام تلعفر العمل على تخصيص قطعة الأرض استجابة لهذا الطلب.فيما استمع الوفد لجزء من مطالب واحتياجات الحاجة أم علي، ووعدوها بحلها جميعاً.ودعا، المندلاوي رئيس الوزراء بتخصص بيت للحاجة ميسه ذنون يونس/ أم علي التركمانية، التي لا تملك متراً على تراب هذا الوطن، الذي قدمت في سبيله 10 شهداء".وأضاف أن "هذا البيت الذي نأمل أن يخصصه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، نطمح أن نجعله متحفاً يوثق من خلال أعين الحاجة مياسة التركمانية، المحنة التي مرت على العراق العظيم".وأكد أن "مؤسسة الشهداء عازمة على المشاركة بكل ما تملك، نحو إقامة هذا المتحف ليوثق بطولة وصبر "أم الشهداء", وبطولة بقية نساء العراق الأبيات كالسيدة "أم قصي" التي آوت طلبة "سبايكر"، والشهيدة أمية الجبارة، التي صدت الدواعش المجرمين".وتابع "هؤلاء النساء اللاتي أصبحن أهزوجة نخوة للأبطال، ورمزاً للفداء والتضحية، ومصدر إلهام للعالم أجمع، يستحقن متحفاً يخلد بطولاتهن".