بغداد – تنوع نيوز
أكدت النائبة سوزان منصور أن تظاهرات تشرين شكّلت زلزالًا سياسيًا هزّ منظومة الحكم في العراق، مشيرة إلى أن الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد تتطلب إصلاحات جذرية.
وقالت منصور، خلال مشاركتها في برنامج "بعد المنتصف" الذي يقدمه الإعلامي أحمد الطيب، إن مدينة خانقين تمثل نموذجًا للتعايش السلمي، ووصفتها بـ"العراق المصغر"، مشيرة إلى أن منزل عائلتها كان مقرًا للبيشمركة خلال انتفاضة آذار.
وفي حديثها عن الوضع السياسي، شددت على أنها تدافع عن كل شبر من أرض العراق، مؤكدة أنها رغم بقائها وحدها في الساحة، لا تزال تطالب باستجواب رئيس هيئة الاستثمار لكشف الحقائق أمام الشعب. كما أوضحت أن نقدها لأداء حكومة محمد شياع السوداني هو نقد بناء وليس شخصيًا، داعية رئيس الوزراء إلى عدم التأثر بالضغوط السياسية، لأن الشعب ينتظر الخدمات وليس المجاملات.
وبشأن أزمة كركوك، أشارت منصور إلى أن السيطرة الاتحادية على المدينة رافقتها أخطاء كبيرة، مؤكدة أن الاتحاد الوطني الكوردستاني انسحب من المواجهة خلال الأحداث الأخيرة لحقن الدماء، وأنه طالب منذ زمن طويل بالشفافية بين بغداد وأربيل في الملفات المشتركة.
كما تطرقت إلى الأوضاع الاقتصادية، موضحة أن أزمة الرواتب في إقليم كردستان دخلت عامها الحادي عشر، إلا أن الاتحاد الوطني الكوردستاني مطمئن إلى توطين الرواتب حتى لو كان ذلك بيد بغداد. وأكدت أن القصف المستمر على السليمانية "لن يمر دون رد"، مشيدة بمواقف الكورد النضالية عبر التاريخ.
وفيما يخص تشكيل حكومة الإقليم، نفت منصور وجود أي تدخلات أجنبية، مؤكدة أن الاتحاد الوطني الكوردستاني يسعى إلى معادلة حكم جديدة، مطالبة بالإسراع في تشريع قانون النفط والغاز لضمان حقوق الأقاليم. كما كشفت عن أن رئيس الجمهورية المقبل سيكون من الاتحاد الوطني، معربة عن أملها في أن تتولى امرأة هذا المنصب.
من جانب آخر، وصفت منصور رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بأنه كان "أفضل رئيس وزراء تعامل مع كوردستان"، لكنه لم يمنح الإقليم امتيازات خاصة، على حد تعبيرها، معتبرة أن "بذرة البعث لا تزال موجودة" وأن القضاء عليها بالكامل أمر صعب. كما أشادت بأداء محمد الحلبوسي، قائلة إنه "أفضل من أدار جلسات البرلمان منذ 2005".
وفيما يخص القضايا القانونية، انتقدت منصور تعديل قانون الأحوال الشخصية، معتبرة أنه لا يخدم حقوق المرأة، كما رجّحت أن تكون عودة مصطفى الكاظمي إلى المشهد السياسي مرتبطة بملف العفو العام.
وفي ختام حديثها، شددت منصور على أن الحراك الشعبي سيظل عنصرًا مؤثرًا في المعادلة السياسية، مؤكدة أن "تشرين هزّت النظام"، وأثبتت أن الشارع قادر على تغيير المعادلات السياسية متى ما أراد.