ايناس الوندي .تنوع نيوز
في إعلان وصف بالتاريخي، دعا عبد الله أوجلان، الزعيم المعتقل لحزب العمال الكوردستاني، يوم الخميس، حزبه إلى إلقاء السلاح وحل نفسه، منهياً بذلك صراعاً مسلحاً استمر لأربعة عقود مع الدولة التركية. هذا النداء أثار ردود فعل متباينة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
ردود فعل قوات سوريا الديمقراطية (قسد):
في رد فعل لافت، رحب قائد قوات سوريا الديمقراطية الكوردية (قسد) مظلوم عبدي بقرار أوجلان، معتبراً إياه خطوة إيجابية نحو إنهاء الصراع بين الأكراد وتركيا. لكن عبدي شدد على أن قواته في شمال شرق سوريا ليست معنية ولا ملزمة بقرار أوجلان، مشيراً إلى أن قوات قسد ستواصل نشاطها العسكري وتسليحها بشكل مستقل عن النداء، خاصة وأن خطاب أوجلان لم يتناول الوضع السوري أو قوات قسد بشكل مباشر. وقد أضاف عبدي أن قوات قسد ستستمر في الدفاع عن مناطقها في سوريا بعيداً عن أي تأثير من هذا الإعلان، رغم رهانات جديدة قد تطرأ نتيجة لهذه التطورات.
موقف حزب العمال الكوردستاني:
حتى اللحظة، لم يصدر حزب العمال الكردستاني بياناً رسمياً يوضح موقفه من دعوة زعيمه، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه الدعوة على عمليات الحزب المستقبلية. يظل موقف الحزب غامضاً في هذا السياق، خاصة مع استمرار المواجهات بين تركيا وحزب العمال في مناطق مختلفة.
تعليق نيجيرفان بارزاني:
رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، أعرب عن دعمه الكامل لعملية السلام، مؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب النضال السلمي والمدني والديمقراطي. وشدد على أن تحقيق الأهداف والإنجازات سيتم عبر الحوار والعمل السياسي، وليس من خلال السلاح والعنف. كما أبدى استعداد حكومته لتقديم كل ما يلزم لإنجاح هذه العملية.
ردود الفعل الدولية والأممية:
على الصعيد الدولي، رحبت عدة جهات بدعوة أوجلان. المستشار الألماني، أولاف شولتس، وصف الخطوة بأنها فرصة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. من جهتها، أعربت المملكة المتحدة عن تفاؤلها، مشددة على ضرورة اتخاذ خطوات إضافية لضمان حقوق وأمن الأكراد. في السياق نفسه، دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جميع الفصائل الكوردية المسلحة في العراق وسوريا إلى إلقاء السلاح، معتبرين أن هذه الخطوة قد تسهم في إنهاء الصراع المستمر وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
رد فعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان:
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رحب بدعوة أوجلان، معتبراً إياها خطوة إيجابية نحو إنهاء الصراع وتحقيق السلام. وأكد أردوغان أن الحكومة التركية مستعدة لاتخاذ الخطوات اللازمة لدعم هذه المبادرة، مشدداً على أهمية التعاون لتحقيق الاستقرار والأمان في المنطقة.
موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب:
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعرب عن ترحيبه بإعلان أوجلان، واصفاً إياه بأنه خطوة مهمة نحو تحقيق السلام في المنطقة. وأشار ترامب إلى أن إدارته تدعم الجهود الرامية إلى إنهاء الصراعات المسلحة وتعزيز الاستقرار، مؤكداً على أهمية الحوار والحلول السلمية.
ختاما:
هذا الإعلان التاريخي يهدف إلى نزع السلاح ووقف إراقة الدماء، وهو ما يلقى ترحيباً واسعاً من مختلف الأطراف الساعية لتحقيق السلام والأمان في المنطقة. ويمثل هذا الإعلان تحولاً محتملاً في موازين القوى في تركيا وسوريا، إذ يُتوقع أن يفتح آفاقاً جديدة للسلام المستدام والتعاون بين مختلف الأطراف المعنية.
