×

أخر الأخبار

مجزرة "تنظيف السجون" عام 1998: جريمة إبادة بأمر من قصي صدام حسين

  • 16-02-2025, 23:22
  • 98 مشاهدة


ايناس الوندي .تنوع نيوز

كشفت شهادة صادمة لأحد ضباط المخابرات العراقية السابقين عن واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها نظام صدام حسين في تسعينيات القرن الماضي، والمعروفة بـ"مجزرة تنظيف السجون" عام 1998. وتسلط هذه الشهادة الضوء على أوامر مباشرة من قصي صدام حسين بإعدام 2000 سجين في سجن أبو غريب دون محاكمة عادلة، ودون أي ذنب سوى اتهامات باطلة وملفقة.

تفاصيل المجزرة: أوامر بالقتل دون محاكمة
في 15 مارس 1998، صدر أمر بتطهير السجون العراقية عبر تشكيل لجنة من الاستخبارات والأمن العام والجهاز الخاص والمخابرات العامة. أشرف على تنفيذ هذا القرار في سجن أبو غريب فريق من الضباط، بينهم النقيب خالد عزيز الجنابي من المخابرات العامة، الذي كشف تفاصيل هذه الجريمة المروعة.

في 26 أبريل 1998، زار قصي صدام حسين السجن، وأصدر أمراً بإعدام جميع السجناء الذين بلغ عددهم نحو 2000، بينهم محكومون بعقوبات خفيفة وآخرون انتهت مدة حبسهم. ورغم اعتراض مدير السجن، أصر قصي على تنفيذ الإعدام فوراً، ووعد بأن يأتي الأمر الرئاسي لاحقاً.

تنفيذ الإعدامات ودفن الجثث في مقابر سرية
بدأت عمليات الإعدام في صباح اليوم التالي باستخدام خمس مقصلات وطرق شنق متعددة، واستمرت من الساعة السادسة صباحاً حتى التاسعة مساءً. بعد انتهاء المجزرة، أمر قصي بتسليم بعض الجثث إلى ذويهم، فيما دُفنت البقية في مقبرة الكرخ بأرقام سرية دون أسماء. استغرقت عملية الدفن ستة أيام، وتم التكتم على الجريمة بالكامل.

شهادات ومطالب بالكشف عن الحقائق
يؤكد خالد الجنابي، الذي كان شاهداً ومشرفاً على التنفيذ، معرفته بمكان المقبرة السرية، واستعداده للمساعدة في تحديد أسماء الشهداء من خلال قائمة الأرقام التي تم استخدامها في الدفن. كما أشار إلى مجازر أخرى لا تقل بشاعة حدثت في سجن الرضوانية ومعتقلات الحاكمية، والتي بقيت طي الكتمان.

دعوات لمحاسبة نظام صدام والكشف عن مصير الضحايا
تسلط هذه الشهادة الضوء على جزء من الجرائم الوحشية التي ارتكبها نظام صدام حسين ضد الشعب العراقي، وخصوصاً الكرد الذين كانوا ضحية لسياسات الإبادة والتهجير. وتأتي هذه الرواية لتذكر الأجيال الجديدة بمآسي الماضي، ولتجدد الدعوات لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، والكشف عن مصير آلاف المفقودين.

خاتمة: ذاكرة وطن ونداء للعدالة
تُعد مجزرة "تنظيف السجون" واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ العراق الحديث. ويظل كشف الحقائق ومحاسبة الجناة جزءاً من عملية العدالة الانتقالية التي يحتاجها العراق لتحقيق المصالحة الوطنية، وضمان عدم تكرار هذه المآسي.

كي لاننسى ...كي لاننسى ...تلك الجرائم الوحشية بحق الانسانية
كي نطالب بإنزال أقصى العقوبات بحق المتنفذين أزلالم الطاغوت الملعون ....