×

أخر الأخبار

عيد الحب في بغداد: بين باقات الثوم والطماطة وجدلية الاحتفال

  • 14-02-2025, 21:53
  • 87 مشاهدة

ايناس الوندي .تنوع نيوز



تختلف أجواء عيد الحب في بغداد عن أي مكان آخر، فهي خليط من الفكاهة والجدل الاجتماعي والديني، وتعبير فريد عن مشاعر الحب على الطريقة العراقية. فبينما يحتفل العالم في 14 فبراير بتبادل الورود والهدايا، يمزج العراقيون هذه المناسبة بروح الدعابة، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي هذا العام بصور هزلية لباقات من الثوم أو البطاطا أو الطماطة، كبديل للورود التقليدية، في إشارة طريفة إلى غلاء الأسعار، وربما كوسيلة للتهكم على "رومانسية" هذا اليوم.

مواقع التواصل... ساحة للسخرية والجدل

تحولت منصات التواصل الاجتماعي في العراق، وخاصة في بغداد، إلى مسرح لتبادل النكات والتعليقات الساخرة حول عيد الحب. نشر البعض صورًا لباقات من الخضروات مع تعليقات لاذعة، مثل "أفضل من الورد لأنها مفيدة وصحية" أو "هديتك صحية ومليانة فيتامينات". وعلى الجانب الآخر، أصر البعض على الاحتفاظ بالكلاسيكية الرومانسية، متبادلين صور الورود الحمراء والقلوب والعبارات المحبّة.

لم يقف الأمر عند الفكاهة، بل أخذ بعدًا جدليًا أعمق، حيث انقسم العراقيون في آرائهم حول هذا اليوم. هناك من اعتبره مناسبة "غربية" لا تمت بصلة للعادات والتقاليد العراقية، بينما رأى آخرون أن الاحتفال   به لا يتعارض مع القيم المحلية، لأنه تعبير عن الحب بمختلف أشكاله، سواء كان للزوجة أو الأم أو الأخت أو حتى الأصدقاء.

فتاوى دينية وجدلية مستمرة

كالعادة، لم يمر عيد الحب دون أن تثيره بعض الفتاوى الدينية التي تحرّم الاحتفال به، معتبرةً إياه بدعةً دخيلة لا تتوافق مع القيم الإسلامية. ورغم ذلك، لم يكترث الكثير من البغداديين لهذه الفتاوى، مؤكدين أن المناسبة بريئة من أي شبهة دينية، وأنها مجرد فرصة للتعبير عن مشاعر الحب والامتنان لأحبائهم.

الاحتفال رغم الجدل

ورغم كل الجدل والفتاوى، احتفل الكثير من البغداديين بعيد الحب دون تردد. فقد شهدت محلات الهدايا والورود في بعض مناطق بغداد حركة نشطة، وارتدى الشباب والشابات اللون الأحمر كتعبير عن الحب والمودة. كما ازدحمت المقاهي والمطاعم بالأزواج والعائلات التي خرجت للاحتفال بعيد الحب بطريقتها الخاصة.

عيد الحب... جدلية لا تنتهي

سيظل عيد الحب في بغداد محاطًا بالجدل والمواقف المتباينة. وبين من يراه يومًا للفرح والحب، ومن يعتبره تقليدًا غربيًا دخيلًا، وبين الفكاهة والجدل الديني، يبقى البغداديون يحتفلون بطريقتهم الخاصة، مؤكدين مرة أخرى أن الحب يمكن أن يعبر عن نفسه حتى من خلال باقات الثوم والطماطة.

هكذا، يظل عيد الحب في بغداد مناسبة فريدة تعكس تناقضات المجتمع، وتثبت في الوقت نفسه أن الحب يمكن أن يزدهر حتى في أجواء الجدل والسخرية.