×

أخر الأخبار

الحشد الشعبي وتحرير ناحية آمرلي – ملحمة الصمود والانتصار سجل بطولات عبرالتاريخ

  • 31-01-2025, 22:17
  • 49 مشاهدة

يعد تحرير ناحية آمرلي واحدة من أبرز الملاحم البطولية التي سطرها الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي. فبعد حصار دام أكثر من 80 يومًا، استطاع المقاتلون فك الحصار عن الناحية وإنقاذ آلاف المدنيين الذين كانوا يواجهون خطر الإبادة الجماعية.

الخلفية والأهمية الاستراتيجية لآمرلي


تقع ناحية آمرلي في محافظة صلاح الدين شمال العراق، وتتميز بأهميتها الاستراتيجية نظرًا لموقعها الجغرافي، حيث كانت تمثل نقطة محورية في المواجهات ضد تنظيم داعش. يقطن المدينة أغلبية من التركمان الشيعة الذين رفضوا الاستسلام للإرهابيين، وظلوا صامدين رغم الحصار الخانق ونقص الغذاء والدواء.

بداية الحصار ومعاناة السكان


بدأ تنظيم داعش الإرهابي حصاره على آمرلي في يونيو 2014، بعد اجتياحه لمساحات واسعة من العراق. فرض التنظيم طوقًا على المدينة، وقطع عنها جميع الإمدادات، في محاولة لإجبار أهلها على الاستسلام. لكن أهالي آمرلي، بالتعاون مع عناصر من الحشد الشعبي، تصدوا للهجمات المتكررة بأسلحة بسيطة، مما جعل صمودهم رمزًا للمقاومة ضد الإرهاب.

عملية التحرير: تلاحم الحشد الشعبي والقوات

 الأمنية

مع تصاعد معاناة المدنيين في آمرلي، تحركت القوات العراقية، مدعومة بالحشد الشعبي، لشن عملية عسكرية كبرى لفك الحصار. في 31 أغسطس 2014، بدأت القوات هجومًا واسع النطاق من عدة محاور، بمشاركة الجيش العراقي، الشرطة الاتحادية، ومتطوعي الحشد الشعبي، إضافةً إلى غطاء جوي من القوة الجوية العراقية.

تمكن المقاتلون من كسر الطوق الذي فرضه داعش حول المدينة، وقاموا بتحريرها بالكامل، ما شكّل منعطفًا مهمًا في الحرب ضد الإرهاب، وأعطى دفعة معنوية كبيرة للقوات العراقية في معارك التحرير اللاحقة.

نتائج وأثر الانتصار


  1. كسر أسطورة داعش: أظهر تحرير آمرلي أن التنظيم ليس قوة لا تُهزم، بل يمكن كسر شوكته بالصمود والمقاومة.
  2. توحيد الصف العراقي: جسدت معركة آمرلي الوحدة الوطنية بين مختلف المكونات العراقية، حيث قاتل الجميع من أجل تحرير المدينة.
  3. إعادة الأمل للمناطق المحاصرة: شكّل هذا النصر دافعًا لتحرير باقي المدن العراقية، مثل تكريت والفلوجة والموصل لاحقًا.


لكي لا ننسى بطولات أبطال الحشد الشعبي



لقد قدم الحشد الشعبي تضحيات عظيمة في معركة آمرلي، حيث سقط العديد من الشهداء والجرحى في سبيل تحرير الأرض وإنقاذ الأهالي. هؤلاء الأبطال وقفوا بشجاعة في وجه التنظيم الإرهابي، ولم تثنهم الظروف القاسية عن أداء واجبهم المقدس في الدفاع عن الوطن. إن ذكرى تضحياتهم ستبقى خالدة في وجدان العراقيين، ولن يُنسى دورهم في الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها.


خاتمة


يبقى تحرير آمرلي أحد المحطات المضيئة في تاريخ العراق الحديث، حيث جسّد الحشد الشعبي والقوات الأمنية أروع صور التضحية والفداء في سبيل الدفاع عن الأرض والشعب. واليوم، تستمر الجهود في إعادة إعمار المدينة وتوفير الحياة الكريمة لسكانها الذين صمدوا في وجه أعتى هجمة إرهابية شهدها العصر الحديث. وستظل بطولات الحشد الشعبي محفورة في ذاكرة الوطن، شاهدة على نضال أبناء العراق ضد الظلم والإرهاب.


بغداد.تنوع نيوز