يتضمن اللوح نصًا موجهًا إلى الملك جلجامش، يعكس رؤية الإنسان القديم للحياة والموت، حيث يخبره صديقه أوتونابشتم بحقيقة الوجود قائلًا:
"إلى أين تسعى يا جلجامش؟ فالحياة التي تبحث عنها، لن تجدها..."
هذا المقطع يجسد إدراك السومريين لحتمية الموت، وأن الخلود ليس متاحًا للبشر، فهو امتياز خاص بالآلهة. بدلاً من ذلك، يدعو النص جلجامش إلى الاستمتاع بالحياة، والفرح، والاحتفاء بكل لحظة، من خلال الطعام، والرقص، والنظافة، والاهتمام بالعائلة.
يُعتبر هذا اللوح بمثابة دعوة قديمة للحياة البسيطة والسعيدة، بعيدًا عن الحزن المبالغ فيه، حيث تؤكد الملحمة أن الوجود البشري مؤقت، لذا يجب على الإنسان أن يعيش حياته بفرح، ويستمتع بما لديه من لحظات.
حاليًا، يُعرض هذا اللوح الفريد في متحف البيرغامون في ألمانيا، حيث يحظى باهتمام الباحثين والزوار الذين يرون فيه دليلًا على الفكر العميق لحضارة بلاد الرافدين، والتي لم تكن فقط مهدًا للكتابة والقوانين، بل أيضًا للفلسفة والنظرة الوجودية للحياة.
رسالة هذا اللوح، رغم قِدمها، لا تزال ملهمة ومعبرة عن جوهر الحياة البشرية، فهي تذكرنا بأن السعي وراء الخلود قد يكون وهمًا، لكن العيش بسعادة مع من نحب هو الحقيقة الوحيدة التي نملكها.