توافد الملايين اليوم من المسلمين وبالإخص الشيعة الإمامية في العراق وخارجه إلى مدينة الكاظمية شمال العاصمة بغداد لإحياء الذكرى السنوية للإستشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)، سابع أئمة الشيعة الإمامية. ، في مراسم مهيبة عكست الحزن على أحد أبرز رموز الإسلام والمذهب الشيعي الذي واجه الظلم بصبر وشجاعة.
الإمام موسى الكاظم: رمز العلم والصبر.
ولد الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) عام 128 هـ في المدينة المنورة، وهو ابن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام). عُرف بالزهد والعلم، إشتهربلقب "باب الحوائج" لكثرة قضاء حوائج الناس ورعايته للفقراء والمحتاجين.
مظلومته: السجن والشهادة
عانى الإمام (عليه السلام) من ظلم الحكام العباسيين، خاصة الخليفة هارون الرشيد، الذي أمر باعتقاله وسجنه لفترات طويلة بسبب مواقفة الداعية إلى العدالة ورفضه الظلم والقضاء على الفساد ونصرت الحق . وبعد سنوات من السجن القاسي، استشهدالإمام مسموما في سجن السندي بن شاهك عام 183هـ، في واحدة من أقسى صور الظلم.
جسر الأئمة: شاهِد على مظلومية الإمام
بعد استشهاد الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، تم التمثيل بجثمانه الطاهر، حيث وُضع على جسر الأئمة، الذي يربط مدينة الكاظمية بالأعظمية في بغداد، والقى من فوق الجسرأمام الناس في مشهديعكس أقسى صور الظلم الذي تعرض الإمام له."بمظهر يقشعرلها الإبدان"
أصبح الجسر الأمامي اليوم رمزًا تاريخيًا ودينيًا لدى المسلمين كافة والشيعة خصوصا ، حيث يربط بين منطقتين يمثلان التعايش بين مختلف أطياف المجتمع العراقي. ويعد الجسر شاهداً على مظلومية الإمام الكاظم (عليه السلام) وصبره على الطغيان، ويمثل مكانة مهمة في قلوب زوار مرقد الكاظم (عليه السلام).
الكاظمية: مركز روحي ووجهة الزوار
الكاظمية اليوم من أبرز المدن المقدسة لدى شيعة العراق وشيعة العالم كذلك، حيث تحتضن مرقد موسى الكاظم (عليه السلام) يوميا الالاف الزوار . وتشهد في ذكرى استشهاده تدفقًا هائلًا تصل لملايين من الزوارمن داخل العراق وخارجه من مختلف بلدان العالم ، الذين يحيون المناسبة بإقامة المسيرات والمواكب الحسينية، وقراءة الأدعية والرثاء، وإقامة المحاضرات التي تستذكر قيم الإمام ودوره في التصدي لظلم ورسالتة الانسانية الواضحه لعالم اجمع بنبذالعنف والظلم وكانت شجاعته تشهد له كل من هب ودب ٱنذاك والتاريخ الاسلامي قد دون فيه كل تاريخه العريق والعظيم.
رسائل الإحياء: وحدة وأمل
في هذه المناسبة العظيمة، يجدد الشعب العراقي رسائل الوحدة والتلاحم بين مكوناته، حيث تتجسد مدينة الكاظمية وجسر الأئمة رمزية العدل والتعايش والسلام، مستلهمين من سيرة الإمام الكاظم (عليه السلام) قيم الصبر والمقاومة في وجه الظلم.
ايناس الوندي بغداد تنوع نيوز