في مثل هذا اليوم من عام 1988، امتدت يد الغدر لتغتال العلامة الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم، السياسي العراقي البارز ورجل الدين المثقف، الذي سطر بحياته ومسيرته النضالية صفحات من الصمود والتضحية في وجة الديكتاتورية . هوعالم شيعي عراقي من مؤسسي حزب الدعوة.
ولد في مدينة النجف في العراق
كان السيد مهدي الحكيم في السودان بعد أن أجبره النظام البائد نتيجة
للأوضاع الصعبة في العراق على ترك وطنه بسبب مقاومته النظام المقبور. في الخرطوم، حاول الحكيم في الأستمرار في أنشطته السياسية والاجتماعية التي كانت تهدف إلى توحيد الجهود لمقاومةالظلم والاستبداد. إلا أن حياتةانتهت بطريقة ماأساوية عندما اغتيل في ظروف غامضة، وبالتالي كانت نتيجة جزء من مؤامرة الأستخباراتية لإسكات أصوات المعارضةمن قبل النظام البائد آنذاك.
لذلك استشهاد مهدي الحكيم محطة مؤلمة في تاريخ المنطقة، حيث لم يكن رحيله مجردفقدان لشخصية مؤثرة ، بل كان جزءا كبيرا من قمع الأنظمة الفاشية والطاغية من قبل النظام البائد التي لا تتوانى عن ملاحقة معارضيها حتى خارج حدودها.
في ذكرى استشهاده، يواصل الكثيرون استذكار إرثة الذي يتمثل في الدفاع حقوق الانسان ونشرقيم التسامح والعدالة. كما أن أغتياله يشكل درسا للأجيال القادمةحول أهمية الحرية والوقوف ضد الظلم مهما كان الثمن.
من هو مهدي الحكيم؟
ولد السيد مهدي الحكيم في العراق من عائلة دينية وسياسية بارزة. تتميز بشخصية قيادية وفكرية إصلاحية هدفا رئيسا للأنظمة التي كانت ترى في أنشطة خطرا في ببقائه . على الرغم من التحديات التي واجهها لكنه لم يتراجع عن مواقفه، وظل صوتًا للحق حتى آخر لحظة في حياته.
تتلمذ هذا العالم والمجاهد الأبي على ايدي العلماء والأستاذة عديدين نذكر منهم:
1 - الشيخ محمد تقي الفقيه
2 - آية الله السيد محمد علي الحكيم
3 - آية الله الشيخ حسين الحلي
4 - آية الله الشرقي السيد ابو القاسم الخوئي
5 - آية الله الشرقي الشهيد السيد محمد باقر الصدر
كان الشهيد السعيد عضواً فاعلاً في مجموعة العلماء ببغداد والكاظمية، وبسبب أساليبه الواسعة في الوساطة الشعبية لفئة البعثيون المجرمون برابرة القرن العشرين تهمة واهية حول علاقة الشهيد بجهات أجنبية لمعرفة يتجسس على تلك الأسماء؛ فقام النظام الدكتاتوري بمصادرة أمواله وأسهم وغيره ولوحق الشهيد ورصدت جائزة لمن يقدم معلومات تساعد في القبض عليه وقدرتها (000/5) عراقي أي ما يعادل خمسة عشر ألف دولار أمريكي!!
جهاده خارج العراق.
استطاع هذا العالم المجاهد الفرار خارج العراق ووصل الى باكستان حيث أقام في هذا البلد الاسلامي مدة من الزمن ليسافر إلى دولة الامارات العربية المتحدة وبالتحديد إلى مدينة دبي عاصمة الدولة.
ويمكن الإشارة الى جملة نشاطاته هناك بما يلي:
بناء المساجد والحسينيات وإلقائه المحاضرات لبثّ روح الوعي الإسلامي.
تأسيسه دائرة للاوقاف الجعفرية وتأسيسه المجلس الشرعي الجعفري كما بذل جهوداً واسعة من أجل تصعيد حالة الجهاد السياسي الاسلامي.
وبعد سنوات طويلة أمضاها في دولة الإمارات العربية أشار عليه السيد الشهيد الصدر بالسفر إلى لندن من أجل القيام بعمل واسع ضد النظام العفلقي فقام الشهيد الراحل بما يلي:
1 - تشكيل حركة اسلامية الهدف من ورائها حشد القوى العراقية في اوربا ومواجهة النظام العفلقي.
2 - تأسيس مركز أهل البيت(عليهم السلام) وهو مركز ثقافي وعقائدي.
3 - دوره الهام في تأسيس منظمة حقوق الانسان في العراق.
4 - تأسيس لجنة رعاية المهاجرين العراقيين في لندن حيث كانت تقوم بارسال ممثلين إلى معسكرات المجاهدين العراقيين في الجمهورية الاسلامية في ايران.
الإرث الخالد .
رغم مرور 37 عامًا على استشهاده، يبقى اسم مهدي الحكيم حاضرًا في ذاكرة العراقيين والعرب كرمز للصمود. وتسعى الأجيال الشابة إلى استلهام علمه عبر تاريخه النضالي الذي يعكس معاني الشجاعةوالتضحية في سبيل مبادئة.
تعد ذكرى استشهاده فرصة للتأكيد على ضرورة تعزيز الحرية والديمقراطية في مجتمعاتنا، والوقوف ضد كل أشكال الظلم. ايناس الوندي .تنوع نيوز