نظمت وزارة البيئة / دائرة التوعية والإعلام البيئي ندوة حوارية على مسرح الوزارة في الوزيرية لمناقشة الأثر البيئي لمعامل الطابوق التابعة لمجمع النهروان ومجمع المنشآت الصناعية على جودة الهواء ، وترأس الندوة الحوارية الوكيل الفني لوزارة البيئة الدكتور جاسم عبد العزيز حمادي، وحضور المستشار في الوزارة الدكتور عمار العطا، ومدير عام دائرة التوعية والإعلام البيئي السيد أمير علي الحسون، ومدير دائرة حماية وتحسين البيئة في منطقة الوسط الدكتور سنان جعفر ومدير البيئة الحضرية مثنى سلومي و معاون مدير عام الدائرة القانونية عباس تايه ، إلى جانب مشاركة ممثلي وزارات النفط والداخلية ومعاون محافظ بغداد وممثل عن اتحاد الصناعات وممثل عن التنمية الصناعية ومدير الشرطة البيئية.
في كلمته خلال الندوة ، أكد الوكيل الفني أن المصلحة العامة وسلامة المواطنين والحفاظ على البيئة تعتبر من الأولوية و فوق أي اعتبارات خاصة، وهي مسؤولية مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص، وأضاف أن الأزمة الحالية تستدعي مضاعفة الجهود من جميع الأطراف للعمل على خفض الانبعاثات وتحسين جودة الهواء في بغداد.
مشيرا إلى أن الاجتماع يأتي في إطار جهود مكافحة تلوث الهواء في بغداد، وهو موضوع يحظى باهتمام كبير من قبل رئيس مجلس الوزراء، وأوضح أنه تم تشكيل لجنة متخصصة برئاسة وزارة البيئة تضم أمانة بغداد ووزارات الكهرباء والنفط، بإشراف مباشر من مكتب رئيس الوزراء، لوضع الحلول المناسبة.
كما شدد حمادي على أهمية الالتزام بالقوانين البيئية وعدم التسامح مع أي نشاط يضر بصحة المواطنين، وأكد أن وزارة البيئة هي الجهة المسؤولة بموجب القانون عن مراقبة الأنشطة الملوثة وتطبيق المعايير البيئية.
من جانبه، وصف الدكتور عمار العطا تلوث الهواء بأنه "التحدي البيئي الأبرز"، مشيراً إلى صعوبة السيطرة على الملوثات بعد انطلاقها في الهواء. وأوضح أن اللجنة التي شكلتها رئاسة الوزراء قدمت توصيات عاجلة للحد من الحرق العشوائي للنفايات والسيطرة على المطامر العشوائية، كما تضمنت التوصيات اتخاذ إجراءات مشددة لمنع دخول النباشين إلى مواقع التجميع غير النظامية لتحسين جودة الهواء.
وأشار السيد أمير علي الحسون، مدير عام دائرة التوعية والإعلام البيئي، إلى أن قضية تلوث الهواء تُعد من التحديات الحساسة التي تؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة وسلامة البيئة، وأضاف أن دائرة التوعية والإعلام البيئي تتعامل باستمرار مع شكاوى المواطنين، حيث تستقبل الشكاوى المتعلقة بالأنشطة والمخالفات في جميع أنحاء بغداد والمحافظات، وتُعد هذه الشكاوى بمثابة وثائق تثبت استمرار بعض الأنشطة المخالفة.
مبينا ان الدائرة تعمل بجد لرفع مستوى الوعي لدى المجتمع والصناعات المختلفة حول مخاطر التلوث وضرورة الالتزام بالمعايير البيئية، من خلال حملات توعوية ومبادرات مشتركة لتعزيز الثقافة البيئية والتأكيد على مسؤولية الجميع في حماية البيئة.
وأكد الدكتور سنان جعفر، مدير دائرة حماية وتحسين البيئة في منطقة الوسط، قائلاً: "إن تأثير معامل الطابوق على جودة الهواء في بغداد أصبح من القضايا الملحة التي تستدعي إجراءات حازمة وسريعة"، وأضاف أن وزارة البيئة ملتزمة بالتعاون مع الجهات ذات الصلة لتطبيق الضوابط البيئية والحد من التلوث الصادر عن هذه المعامل، والعمل على تطوير آليات لمراقبة الانبعاثات وضمان التزام المعامل بالمعايير البيئية، وذلك بالتنسيق مع أمانة بغداد والوزارات الأخرى المعنية.
استمع ممثلو وزارة البيئة والجهات المعنية إلى مداخلات أصحاب المعامل، حيث أكد حمادي على أهمية إيجاد توازن بين حماية البيئة ودعم الصناعة المحلية، كما أعلن عن استعداد الوزارة لتطوير شراكات استراتيجية مع أصحاب المعامل لضمان تطبيق القوانين البيئية بفعالية دون التأثير على الإنتاجية، واقترح تشكيل لجان مشتركة تضم ممثلين عن المعامل والجهات الحكومية لمتابعة التطورات وتقديم الحلول الملائمة للتحديات المشتركة.
وفي ختام الندوة، تعهدت وزارة البيئة بمواصلة مراقبة الوضع البيئي عن كثب وتكثيف الجهود لضمان التزام كافة القطاعات الصناعية بمعايير السلامة البيئية، سعياً لتحقيق بيئة صحية وآمنة للمواطنين.