×

أخر الأخبار

(الحرب البرية) أمنيةُ النبلاء قبل (النووي الحلال)

  • 9-10-2024, 13:54
  • 61 مشاهدة
  • عباس الجبوري

١-الحرب البرية هو مصطلح يطلق على الجهود والاعمال العسكرية التي تجري بين طرفين أو أكثر على سطح الارض.. وتستخدم بها المشاة والاليات والمدفعية والغرض منها تحييد العدو أو تدميره وكسب الارض..أو إسقاط منظومة حكمه..وتجري الحرب البرية في الاجواء والتضاريس المختلفة…وقديماً قيل(من كسب الحرب البرية كسب النزال)..في اشارة الى ان سلاح الجو مهما (دمر) لن يحسم الصراع لصالحه ولن يستطيع الاعلان عن نصره..مالم يمسك الارض بعد ازاحة العدو عنها ..

٢-الطيران بجميع صنوفه(الحربية والسمتيات ) هو سلاح مهم ..ويكون الدور البشري فيه محدوداً ..ويحتاج الى المال والتقنية في ادامته وضمان فاعليته …ويمكن اعتباره الان (سلاح الاغنياء)..للتفريق عن الطائرات المسيّرة (سلاح الفقراء) والتي لجأت اليه الدول الفقيرة او المحاصرة للتعويض عن سلاح الطيران الاعتيادي الذي بات يخضع للمال(والسياسة) في بيعه وشرائه واستعماله)..

٣-الكيان الصهيوني يمتلك التفوق في سلاح الطيران وله الذراع الطولى التي تستطيع ان تصل الى أماكن بعيدة تضمن أمنه (القومي)..ويعتبره الصهاينة سلاحاً(يلائم ) العقيدة العسكرية والتركيبة النفسية لليهود الذين لايقاتلون (الا في قرى محصنة أو من وراء جُدُر..) خشية من القتل وحرصاً على حياة ..كما نراه في غزة ولبنان..

٤- حزب الله ينتظر الحرب البرية بشغف ويعمل كل ما بوسعه من أجل سحب العدو او دفعه لخوض الحرب البرية …ويرى في نفسه التفوق على العدو في هذا المجال..وذلك للاسباب التالية..

أ-توفر القوة العقائدية للمقاتلين ..عبر تربية حزبية صارمة وقدوات ترابية تمنح العزم والثبات للمقاتلين.

ب-قوة مقاتليه وخبرتهم ..التي اكتسبوها في معارك داعش والنصرة في مواطن كثيرة من سوريا والعراق والپوسنة..

ج-عامل الثأر الذي توفر لدى مقاتلي حزب الله بعد اغتيال أمينهم ..والرغبة في الالتحاق به حسب سردية الشهادة في ضمائر المسلمين 

د-عامل الارض..يعمل لصالحهم من ناحيتي(المعرفة والحب) فالمقاتل عارف بأرضه وشعابه وزواياه ..وكذلك (متعلق) بهذه الارض التي تعتبر وطناً له ولأولاده وامتداداته…وتضم قبور أجداده وأحبابه وتراثه..

هـ-الجو العام و(الجمهور) الذي يلاصق ظهره وقرب (شرايين وأوردة) التغذية والتموين والنقل كلها عوامل تشحذ الهمم  وتدفع الى الاستبسال ..

و-بعد ما رأى ..من دمار وقتل وتعذيب وحصار من العدو ..لم يعد يملك المقاتل شيئاً يخشى خسارته ..فارتفعت معنوية الروح للفداء والفناء من اجل هزيمة العدو … في ملحمة استشهاد جماعية..

ز-قدسية المعركة من حيث هي معركة(دينية) بين (رؤيتين) كانتا على مدار الزمن في صراع مستمر…رؤية (عنصرية) ترى في اليهود شعباً مختاراً وبمواصفات عالية…ورؤية (انسانية) ترى الوجود الانساني بلاتمييز ولا عقد ولا تكبر … مما تضخ في المقاتل جرعات معنوية أعلى من غيرها من الحروب..

ح-الحرب البرية يتميز بها الجهد البشري بسطوع واضح ..(قلب وعضلات وأعصاب وفهم) وهذه جميعها تتأثر بصنوف الدعم المعنوي (من كلام وألحان وموسيقى ورجز) مما تزيد في قوة الدفع لدى المقاتل (البري) وكذلك تزيد في معنوياته التي تحتاجها المعارك البرية..

ط-الذات اللبنانية بطبيعتها النفسية والجسدية هي ذات نشطة ..غير كسولة ..وهذا النشاط هو ماتحتاجه المعارك البرية أكثر من سواها…

ي-التاريخ والوجدان العربي يرى في (القتل في الميدان) هو الذي يليق بالفرسان والابطال والكواكب…ولهذا يدخر المقاتل (البري) كل هذه المعنويات وقوداً له في القتال في ساحة المعركة


٥-أما نحن الذين ننام على أسطر الكلمات والحروف ..نتحرى لنا درباً بين مساماتها …حاملين قناديل الحروف والنقاط تحت قصف وإعصار (بلا عيون ولا قلوب) يستأصل معالم الحضارة والمدنية بقسوة النيران …متجاوزاً المعروف والمألوف من وحشية الافتراس…ربما نستطيع أن نخدش أو نزعج أو نحرّض أو نحمي مفردات متشابكة ..وفي ذلك مجد للكلمة وآبائها 
وتلك وظيفتها الخالدة عبر العصور ..وتستمر

٦-يرى أحد الخبراء ..ان الدخول البري وعبور الحدود الى الداخل (الفلسطيني) ومسك بعض المناطق هناك..هو بداية الطريق الى وقف اطلاق النار بين الطرفين..سيذهبا اليه بعد ان (تعب) الفريقان من الانذار والتوتر ..
ويعتبر الدخول البري ل(مدن الاحتلال) هو القفزة غير الاخيرة التي تحتاجها الاطراف لانهاء الحرب بين طرفين …ويبقى الخيار الاخير الذي يملكه (الدراويش)  هو (النووي الحلال)  الذي يعتبر (حلّال) السلام بعد أن يخرس فوهات المدافع والبنادق والمعقدين..

عباس الجبوري