اثارت مشاركة الرئيس جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب في المناظرة الأولى لرئاسيات 2024 يوم الخميس ٢٧ يونيو ، السخط عند جمهور الديمقراطيين في الولايات المتحدة وكانت المناظرة هو سعي مبكر جدا لإقناع الشعب الأميركي المشكك في قدرات الأثنين معا على الخدمة لولاية ثانية لكل منهما ،
وكانت النتائج صادمة للشعب الأمريكي والسؤال المطروح الأن هل تقضي المناظرة على حظوظ بايدن في الفوز لولاية ثانية .؟ هل يمكن بعد الفشل ان تكبح جماحه وشهوته للسلطة وهو قد بلغ ال ٨١ من العمر ..؟
منذ عام ١٩٦٠ م وهو تاريخ اول مناظرة متلفزة بين مرشحين ( جون كيندي ) و ( ريتشارد نيكسون ) كانت مناظرة ( جوبايدن ) و ( دونالد ترامب ) هي الأغرب على الأطلاق . وهي مناظرة مبكرة جدا حددتها ادارة جو بايدن وادرتها قناة ال ( CNN ) وهي المنحازة تاريخيا الى الحزب الديمقراطي منذ ان تاسست في عام ١٩٩١ م
فشل الرئيس جوبايدن في المناظرة لعدة اسباب .
الأول : انه كان شارد الذهن ولايعي مايقول .
الثاني : فشل في اثبات التأهيل الصحي واللياقة الذهنية لبايدن على أدارة الولايات المتحدة .
ثالثا : ان اختيار التوقيت والمنبر الأعلامي المنحاز له لم يلبي الأحتياجات السياسية للأقناع .
رابعا : كانت المناظرة الأكثر شخصنة وترتكز على المهاترات .
خامسا : تم تكذيب الرئيس على الهواء مباشرة من قبل احد السلطات التي ادعى بايدن انها تؤيده وهي انكرت ذلك بااتصال على الهواء .
سادسا : فشل الرئيس في هندسة الأولويات رغم انه تدرب لأسبوع كامل في منتجع كامب ديفيد ..!
في الطرف الأخر لم يكن دونالد ترامب باافضل منه ولا اكثر اقناعا للجمهور . هو الأخر كان يتهجم على الرئيس وينزلق اكثر واكثر في مسار الشخصنة والمبالغة والكذب احيانا .
لذلك صنفت المناظرة بانها الأسوء في تاريخ المناظرات الأمريكية على الأطلاق .
وفي احصاء ل CNN وصلت النتيجة ب ٧٠٪ تقريبا بان بايدن هزم وفشل فشلا ذريعا في اثبات الأهليه الذهنية للرئاسة . وانها جاءت متطابقة مع كل ماقيل عنه .
نشرت مجلة التايمز باللون الأحمر صورة ل بايدن وهو يغادر حلبة السباق الرئاسي وانه اصبح خارج المنافسة . وكذلك استطلاعات الرأي في واشنطن اكدت انه لايستطيع ان يكمل الحياة السياسية ..!
بعد الفشل الذريع للرئيس بايدن في المناظرة التي هو من اعد كل ادواتها من اختيار الزمان والمكان والأدارة وعدم وجود الجمهور والخ .
ماهي خيارات الحزب الديمقراطي ..؟ وهل سيكون بمقدورهم استبداله بمرشح آخر ..؟
ان انعقاد المؤتمر العام للمندوبين الديمقراطيين والبالغ عددهم ٤ ألاف مندوب في شهر (آب ) في شيكاغو وهو من سوف يقرر من يكون المرشح الديمقراطي القادم . في حال لم يعلن الرئيس انسحابه رسميا .
ان الذهاب الى سيناريو ليندون جونسون في عام 1968، هو احد الخيارات المطروحة حيث ندد الحزب الديمقراطي بجونسون، الذي أنهى عملية إعادة ترشيحه بنتيجة مخيبة للآمال في انتخابات المندوبين ورشح نائبه هوبرت هينفري بدلا عنه بعد ضغط الديمقراطيين واعتزل السياسية الى ان مات في مزرعته في ولاية تكساس بنوبة قلبية . وخسر الحزب الديمقراطي الرئاسة لصالح الجمهوري ريتشارد نيكسون .
أن اهم ماحدث بعد المناظرة هو رد فعل وسائل الأعلام اليسارية المؤيدة للحزب الديمقراطي طوال التاريخ بالطلب من بايدن الأنسحاب من السباق الأنتخابي وايجاد البديل فورا .
السؤال المهم الذي يتبادر الى ذهن المراقب السياسي للمشهد الأمريكي هو ( هل عجزت الولايات المتحدة ان تنتج شخصيات مؤهلة للرئاسة غير بايدن وترامب ،؟؟ )
حسام الحاج حسين .
مدير مركز الذاكرة الفيلية .