كشفت مصادر مطلعة، عن وساطة عراقية يشرف عليها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بين تركيا وسوريا.
وتقول المصدار ان الوساطة تأخذ شكل "تنسيق المواقف بملفات مشتركة" بين البلدان الثلاث، أبرزها حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، إلى جانب ملف النازحين السوريين، ومياه نهر الفرات، في ظل تقديم بغداد نفسها طرفاً مشتركاً بين الجانبين.
وسبق لبغداد أن صنّفت "الكردستاني" منظمة محظورة في إبريل/نيسان الماضي، قبل زيارة أردوغان للعراق في نيسان الماضي.
وفي مقابلة مع محطة تلفزيون تركية جرت مؤخراً، أعلن السوداني عن "وساطة مصالحة"، مشيراً إلى ما وصفه بـ"دور تؤديه بغداد لتأسيس أرضية مشتركة بين أنقرة ودمشق"، ومؤكداً أنه "على اتصال مع الرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن جهود المصالحة، وسنرى بعض الخطوات في هذا الصدد قريباً".
وتطرق السوداني في معرض حديثه عما قال إنها "جهود المصالحة"، إلى وجود مناطق تهديد للعراق من داخل سورية، اعتبر أن "الحكومة السورية لا تسيطر عليها". وهو ما فهم منه أنها مناطق شمال شرقي سورية الخاضعة لسيطرة "قسد"، والمحاذية لمحافظة نينوى وجزء من محافظة دهوك، شمالي البلاد بطول نحو 200 كيلومتر.
وتطرق السوداني إلى دور العراق في تطبيع الأوضاع بين طهران والرياض، موضحاً أنه "نحاول التوصل إلى أساس مماثل للمصالحة والحوار بين سورية وتركيا".
والجهود للتقريب بين أنقرة ودمشق، انطلقت في يوليو/تموز 2023، وفقاً لما كشف عنه مسؤول رفيع في الخارجية العراقية، مشيراً إلى أنها "مدفوعة بحاجة عراقية" لتنسيق المواقف المتعلقة بمناطق سيطرة قوات قسد المحاذية للعراق في محافظة الحسكة، وبمخيم الهول، وكذلك بما يتعلق بقاعدة بيانات المطلوبين أمنياً، وحصة العراق من نهر الفرات.
وأضاف المسؤول أن "العراق قدّم في يناير/ كانون الثاني الماضي للطرفين التركي والسوري مبادرة أوسع لتأسيس غرفة تنسيق مشتركة، مقرّها في بغداد، وذلك على مستوى أمني واستخباري، للتواصل بين الأتراك والمسؤولين السوريين بوصفه طرفاً ضامناً".
وأوضح أنه "لاحقاً تطور هذا الأمر إلى طرح السوداني وساطة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين".
وأشار المسؤول الرفيع في الخارجية العراقية إلى أنه تمّ تشكيل فريق عراقي يقود الحراك الحالي، مؤلف من مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ورئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، بوصفه المبعوث الرسمي للعراق إلى سورية، إلى جانب مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء العراقي، وباطلاع من وزير الخارجية فؤاد حسين المعروف بعلاقاته مع المسؤولين في السعودية، وأيضاً أركان نظام الأسد، مع بروز اسم السفير السوري في بغداد صطام جدعان الدندح، لكونه حلقة وصل مهمة في جهود العراق لهذه الوساطة.
هذه المعلومات عن وساطة عراقية بين تركيا ونظام الأسد أكدها مسؤول آخر في مستشارية الأمن القومي العراقي، كاشفاً أن دمشق"غير متحمّسة لهذه الوساطة، لكن العراق ما زال يدفع نحوها ضمن تأكيد أنها ستعود بالنفع على الجميع، خصوصاً بالملف الأمني للدول الثلاث".
وعزا سبب عدم حماسة دمشق بالقول: "لأنها بلا مقابل... تفرض دمشق شروطاً قبل الدخول بأي مفاوضات مباشرة مع الأتراك، وأبرزها مسألة الوجود العسكري التركي في الأراضي السورية".
واستدرك بالقول إن "المساعي متواصلة وبإشراف السوداني، ونأمل تحقيق الحد الأدنى بالحراك المتمثل بجعل بغداد حلقة وصل للتنسيق ونقل المواقف على الأقل بالوقت الحالي". ولم يعقد الاتراك والسوريون أي لقاء مباشر حتى الآن، وفقاً للمسؤول في مستشارية الأمن القومي العراق، الذي أشار إلى أن "هناك قنوات تواصل سابقة غير مباشرة بين الأتراك والسوريين، لكن بالنسبة للعراق تدفعه الحاجة لتنسيق المواقف للاستمرار بهذه الجهود". ومطلع الشهر الماضي، أجرى رئيس الحشد الشعبي، فالح الفياض، زيارة إلى دمشق وعقد اجتماعاً مع الرئيس السوري بشار الأسد، نقل خلالها رسالة من السوداني تناولت ملفات عديدة وفقاً لبيان صدر حول الزيارة