×

أخر الأخبار

مَنْ يغلقُ الدائرة ؟ ملائكة أصفهان أم صحارى النقب

  • 26-04-2024, 19:34
  • 203 مشاهدة
  • عباس الجبوري

ا-في المدونات الشيعية (ليلة الجمعة) ليلة (دعاء ومغفرة) على مر العصور وقد أضاف لها الوجدان الايراني (فقرة الدموع) التي تجري بغزارة من عيونهم (شوقاً وخشية)لتصبح ثلاثية تستغرق ليالي الجمعات في مساجدهم وبيوتهم وعلى الطرق الخارجية عبر الاجهزة الذكية للصوت والصورة 

٢-أصفهان أو  ( نصف جهان )وتعني نصف الدنيا كما يحرص على ترديدها الايرانيون لجمال عماراتها الدينية والدنيوية وزخارفها الموغلة في الابداع والغارقة في البعد والزمن وهي تتكأ على منائرها وقبابها العتيدة والعنيدة لمدينة تتوزع بين الصناعة والصحراء والنسيج والجمال 

٣-المسجد الجامع في اصفهان الذي يحتضن أبناء المدينة العائدين من نهار العمل والتعب والسوق في طقوس ليلة الجمعة  كانوا يستمعون  بشغف شديد الى (سمفونية الروح) من (دعاء كميل) من صوت يتلوى من الحزن والاشتياق في سفرة الدموع والتأوه لقارئٍ يحاول استدعاء مسجد الكوفة أيام الامام علي ع وهو يعزف سمفونية (كميل)من أوتار الخليفة العاشق للتراب ورائحته المفعمة بالارواح والمحاجر والذكريات 

٤-في مقطع تصاعدي ونشيج روحي كان الجميع يترنح بين الامل والرجاء والحب والتجافي وهم يستمعون الى قارئ الدعاء وهو يردد (يا نور المستوحشين في الظلم)
وهنا توغلت أصوات انفجار بعيد الى رحاب المسجد فارتفعت الاصوات بكلام واحد ولحن واحد يشبه النحيب (ياربِ ياربِ ياربْ) الى ان انتهى الدعاء فيعيد القارئ ترجمة المقطع باللغة المحلية وهو يضيف له من ثقافته وخياله وروحه مزيجاً من السرد اللاهوتي تحت القصف في معزوفة (الذات الهاربة الى الله)

٥-شوارع اصفهان المملؤة بالناس والمصابيح والتي تبادلت الاشارات والتساؤلات بألسنتها وعيونها عما جرى وعن صدى الانفجار البعيد  لم تجد من يجيب عنها  لان (الجميع كان يرى الجميع ) فلم تفرقهم الظلمات ولا سيارات الاسعاف التي غابت وأفلت من طرقات المدينة 
ثم اختفى الناس في بيوتهم على أملٍ تأتي لهم اشراقة الصباح بتفسير او تأويل أو صورة من هناك 

٦-في الصباح اعتذرت هضاب اصفهان عن قراءة نشرة أخبار المدينة وتركت المهمة الى الصحراء لتروي لنا ما رأت ليلة الجمعة من (الاشباح) التي تسللت اليها (فأوجست منهم خيفة) ومن قال لها(لاتخافي قد جعل ربكِ تحتكِ سريا) فكتبت بمانشيت عريض (ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره)

٧- في دير العزيزية المسترخية على ذراعي دجلة الخير     واستفاق الناس على منظر صاروخ (عريان) يتمدد على جرف النهر بدخان كريه وصوت صاخب (فزز) ضفادع الجواهري وهي تغني (على الشاطئين بريد الهوى) 
كان بقايا الصاروخ العريان والغريب بلا عنوان سوى (أرقام) زادت من أرقام الاحتمالات عن (أبوة )هذا الصاروخ الذي سجل لجهة مجهولة ربما (تستحي) من حملها المشبوه 


٨- بن غفير الوزير العنصري الحاد  وصف (زفة)ليلة الجمعة ب(المسخرة) لجهة التستر ليلاً بالظلماء وغياب المشاهدين اللذين ناموا ولم (تفززهم) صافرات الانذار   وضياع دفتر النفوس في زحمة الاوراق للدائنين 
المنتظرين بورصة السبت الضائعة من الخوف من زئبق الايام 


٩- هل كانت الايادي قصيرة (لاتصل اليهم) أم ان الاكتاف كانت هزيلة وترتجف من (الجبن) القابع من (باب خيبر) أو ان الليل دبر امر الرشوة المسروقة من (بنك النمل) ووضعها بيد تاجر (العقارب )اليهودي الذي شمّها ونام ولم يفيق من (البنج) الا بعد صلاة جمعة طهران 


١٠-صورة عقرب بأربعة أرجل عرض الجندي الايراني ما وجده في صحراء اصفهان  ولم يعلق على ذلك بكلمة مما زاد الامر غموضاً وفتح نهايات سائبة للموضوع لتفكر فيه الدوائر المفتوحة والتي لم يغلقها الا صوت القرآن من منارة المسجد الكبير وهو يتلو (قل اعوذ برب الناس ) بسرعة مقصودة الى (من الجِنةِ والناس) فرددها مرات وبأطوار  مصرية وعراقية وحجازية وغيرهن

النائب عباس الجبوري 
عضو لجنة العلاقات الخارجية