×

أخر الأخبار

يوم القدس العالمي محطة الاستنهاض الإسلامية

  • 4-04-2024, 22:56
  • 94 مشاهدة
  • حسام الحاج حسين مدير مركز الذاكرة الفيلية

من تكون غير شيطان من شياطين الإنس حينما لايصحو ضميرك وسط هذا الركام البشري ..؟ ومن تكون غير إبليس من الأبالسة الآدميين حينما لاتنصر اخاك المظلوم ولو بكلمة ..؟
يحتفل اليوم الكثيرون في أرجاء العالمين العربي والإسلامي كل عام بـ"يوم القدس العالمي"، الذي يوافق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان ..!
ان الاستعداد ليوم القدس العالمي والتظاهرات المصاحبة لها أهمية كبيرة، فهي لا تشكل منصّة للتعبير عن التضامن مع القضية الفلسطينية  فحسب، بل تعمل أيضاً كآلية لممارسة الضغط الاقتصادي والسياسي على محور التطبيع ،،!
ويعد هذا اليوم بمثابة تذكير بالصراع المستمرّ وضرورة الاستجابة المستدامة والموحّدة من المجتمعات العربية والإسلامية. ولا تكمن أهمية هذا اليوم في أبعاده التاريخية والسياسية فحسب، بل أيضاً في قدرته على تعبئة الناس والموارد من أجل قضية مشتركة.
وكانت إيران أول من دعا للاحتفال بهذا اليوم بعد الثورة الإسلامية عام 1979 من قبل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آنذاك، روح الله الخميني، الذي قال: "وإنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين".
في الحقيقة ان النضال ضد الصهيونية لاسيما إسرائيل، شكّل أحد الأركان الرئيسية لفكر الإمام الخميني السياسي. وان ما يكتسب أهميته في هذا المجال هو اهتمام الإمام الخميني الخاص بالجانب المشترك في رؤية المفكرين الأحرار بالعالم ومن مختلف التيارات.
وان مثل هذا الجانب، الذي يتخطى الرؤية الدينية – القومية، يمهد الأرضية اللازمة لمزيد من التأمل في ابعاد القضية الفلسطينية والخوض في أعماقها، وبالتالي المزيد من الانسجام ووحدة الكلمة داخل المجتمع الإسلامي، فضلاً عن تصالح المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية. إذ يقول سماحة الإمام: (يوم القدس يوم عالمي، يوم لا يختص بالقدس فقط...)
ويقول قدس سره: "يوم القدس، يوم حياة الإنسان، يجب أن يصحو جميع المسلمين وان يدركوا مدى القدرة التي يمتلكونها سواء المادية منها أم المعنوية".
ويقول الأمام الراحل ( قدس سره )
"إنني اعتبر يوم القدس يوماً للإسلام ويوماً لرسول الله (ص) ويوم يجب أن نجهّز فيه كل قوانا لإخراج المسلمين من العزلة".
ويقول أيضا: "آمل أن يعتبر المسلمون يوم القدس يوماً كبيراً وأن يقيموا المظاهرات في كل الدول الإسلامية في يوم القدس وأن يعقدوا المجالس والمحافل ويرددوا النداء في المساجد".
إذن لا بد أن يلزم المؤمنون أنفسهم بتلبية نداء الحق في هذا الشهر، وقلوبهم معلقة بالحق قريبة منه، تعيش حالة من الصدق مع الذات، كما أن شهر رمضان يمثل بالنسبة للمسلمين شهر الجهاد والانتصار.
وعلى مدى مسيرة النضال العربي والإسلامي ضد الصهيونية لم يكن العراق غائباً أو منزويا ، بل كان دوماً في المقدمة. منذ انطلاقة النهضة العربية ضد الوجود الصهيوني ..! وحين نقول العراق، فليس المقصود هنا النظام السياسي والسلطة الحاكمة ، إنما الزعامات الدينية والنخب السياسية والثقافية والفكرية والشرائح والفئات الاجتماعية المختلفة التي قدمت المساندة والدعم على اكثر من صعيد ..!
وربما قد تكون السلطة الحاكمة في بعض المحطات  تهاونت ولم تسجل المواقف المشرفة المطلوبة والتي كما ينبغي لها ان تكون ، بيد أن الآخرين سجلوا مثل تلك المواقف لدعم الشعب الفلسطيني ومساندته. ومازالت القيادات الدينية والشعبية تعيش حالة الاستنفار المزمن في دعم الشعب الفلسطيني بعد ان تخلى عنها الكثيرون ..!