×

أخر الأخبار

روسيا و إيران حروب الوكالة و مكافحة الأرهاب

  • 25-03-2024, 09:51
  • 106 مشاهدة
  • حسام الحاج حسين

بعد حادثه كرمان الأرهابية والتي راح ضحيتها العشرات بين قتلى وجرحى عند مزار الشهيد سليماني ره . وبعد اعلان ( داعش خراسان ) مسؤوليتها ..! عادت نفس القوى اليوم لتضرب قلب العاصمة الروسية - موسكو حيث أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم المسلح الذي استهدف قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو الجمعة وأسفر عن مقتل 40 شخصا على الأقل وفق حصيلة أولية للسلطات الروسية .
تعود العلاقات ( الروسية - الإيرانية )
الحديثة إلى عصر الإمبراطورية الروسية والدولة الصفوية وقد خاضت روسيا القيصرية عدة حروب ضد الإمبراطورية الصفوية واحتلت عدة أراضي كانت تابعة لها . كما خاضت حروبا اخرى ضد القاجاريين مما انتهى بتقطيع بلاد فارس وفق المعاهدات بين الطرفين خسرت بموجبها ايران الاف الكيلومترات والتي اصبحت دولا فيما بعد ،،!!!
ووفق معايير قواعد العلاقات الدولية هناك العديد من الأسباب التي تجعل روسيا وإيران ليستا حليفتين رسميتين. حكامهم لا يثقون ببعضهم البعض. وتتنافسان فيما بينهما في أسواق الطاقة؛ ولا تتفق الإيديولوجية الشيعية الثورية في إيران مع النزعة المحافظة في روسيا. ولكن عندما يتعلق الأمر بالمسائل العسكرية، فإنهم يقتربون أكثر فأكثر، متحدين في معارضتهم للولايات المتحدة .
علما ان واشنطن ابلغت موسكو وطهران عن وقوع عملية ارهابية وشيكة ضد البلدين حسب معلوماتها الأستخباراتية وكانت بالفعل دقيقة الى حد ما ..!
لكن روسيا وايران لايستطيعان ان يشعرا بالأطمئنان اتجاه الرسائل الإمريكية رغم مصداقيتها الى حد قريب .وفي الوقت الذي تلعب فيه موسكو دورًا محدودًا في الصراع الدائر في الشرق الأوسط بين طهران وواشنطن ..! لكن الكرملين أقنع نفسه بأن الولايات المتحدة تستخدم أوكرانيا لشن حرب بالوكالة ضد روسيا. كما تعتقد طهران بان مايحدث حولها في دول الجوار هو حرب ضدها ايضا بالوكالة ..!  وهذا يعني أن روسيا تعتقد على الأرجح أن لها كل الحق في بدء حرب بالوكالة مع الولايات المتحدة في أي مكان في العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط.كما تفعل إيران ايضا ..!
لكن رغم التقارب بين موسكو وطهران في ملف مكافحة الأرهاب وحروب الوكالة الا ان للدبلوماسية والعلاقات الدولية رأي آخر .
حيث لاتعتبر ايران وروسيا حلفاء استراتيجيين على غرار إمريكا و بريطانيا مثلا .
وكانت شرارة الخلاف قد اندلعت عقب الاجتماع الوزاري السادس للحوار الإستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي، الذي عقد بالعاصمة الروسية موسكو في العاشر من يوليو/تموز الماضي، الذي شهد دعم روسيا للموقف الخليجي بشأن الجزر الثلاث المتنازع عليها بين طهران وأبو ظبي في مياه الخليج، وهي: جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ،
وفيما يختلفان في سوريا وبشده حول تلبية الأحتياجات الأمنية لتركيا وإسرائيل الا انهما تتفقان على ضرورة تقويض سيطرة الحركات الإسلامية السُّنية، لأنهما تنظران إليها على أنها مصدر تهديد حقيقي على الأمن القومي للبلدين، خشية امتداد تأثيرها إلى آسيا الوسطى والقوقاز وحوض بحر قزوين.
لكن في الجانب الأخر من السردية ترى بعض الأوساط الإيرانية ان موسكو تدفع طهران وواشنطن الى المزيد نحو العزلة والمواجهة لانها بالنتيجة سوف تصب في صالح موسكو وتنشغل الولايات المتحدة باايران وحلفائها بينما تنسج موسكو شبكة المصالح في منطقة النفوذ الإمريكي .
لكن السلوك الغربي في سوريا واوكرانيا يجمع بين الطرفين ويضعهما في  مواجهة امتداد النفوذ الغربي إلى سوريا و اوكرانيا إذ تنظر كل من طهران وموسكو إلى الغرب على أنه عدو مشترك لامفر من مواجهته على اي رقعة جغرافية كانت ..!
وفي النهاية فإذا كانت الأطراف الإقليمية والدولية تراهن على تناقض المصالح الروسية الإيرانية وتضاربه . فهناك ملفات لاتقل اهمية يمكن ان تجمع الدولتين في خندق واحد وهو ملف حروب الوكالة ومكافحة الأرهاب ..!


حسام الحاج حسين .
مدير مركز الذاكرة الفيلية .