×

أخر الأخبار

عيد النوروز تركيب الهوية وصناعةً الذاكرة

  • 22-03-2024, 18:44
  • 38 مشاهدة
  • حسام الحاج حسين

 في كل ٣٢ عام يصادف النوروز مع شهر رمضان المبارك . حيث تجتمع المائدة الرمضانية مع مائدة النيروز 

و حيث نكون في رحاب الذكرى نعيش التحول المناخي من الشتاء الى الربيع والاعتدال وهو رمز للحياة بعد السبات .
ويعتبر ايضا عيداً دينياً و ثقافياً منذ مئات السنين، لكنه أخذ طابعاً قومياً عند الأكراد خاصة في العصر الحديث؛ إذ بات حدثاً سنوياً يؤكد من خلاله الأكراد هويتهم ومطالبهم وحقوقهم القومية والسياسية في كل من تركيا وإيران والعراق وسوريا.
ولم يُسمح بإحياء احتفالات نوروز في تركيا وسوريا حتى وقت قريب، لكن أكراد إيران والعراق كانوا أوفر حظاً من أقرانهم، لأن الإيرانيين أنفسهم يحتفلون به ولو بطقوس مختلفة بعض الشيء . 
ويتم سرد المواد التاريخية في ارشيف الذاكرة وهو الجزء المسؤول عن صناعة كلًا من الذاكرة التقريرية المرتبطة بالحقائق والأحداث اليومية ،،! وذاكرة العلاقات المكانية المرتبطة بالمسارات والطرق التي يجب ان تكون في المستقبل .
لايمكن لأي أمة ان تعيش و تتطور دون الأستعانة بالماضي  .
الذاكرة  التاريخية محرّك أساسي لتقدّم أي شعب وحصن له من كل غزو يروم إلى تقويض ثقافته وتاريخه
عندما نكون دون ذاكرة يعني بكل بساطة لن يكون لنا مستقبل ..! 
وهو لأننا أصبحنا لاجئين داخل أوطاننا ومرحلين عنها؛ نحن لاجئون من الداخل لأننا نعانى غربة فى داخل أوطاننا. الفرد من المكون الكردي الفيلي  دخل فى ما يسمى في علم الأجتماع ب  «الحشود بلا معنى»، يعني مجرد أفراد مبعثرين بهوية مشطوبة وهوية مركبة وهوية غير مكتملة وهوية خجولة وهوية مصادرة الى آشعار أخر ..!
إن ما حدث لنا في الماضي بفعل سياسات النظام الفاشي هو عملية «انتزاع» لذاكرة وصناعة لذاكرة جديدة، أى عملية تفكيك وتبديل لقطع غيار الهوية، وإعادة تركيبها وتشكيلها وفق لسياسات المرحلة واحتياجات المتاجرين بالقضية .
وفي ظل هذه الفوضى الفكرية كنا 
، كنخب نعانى حالة من التذبذب العميق فى هويتنا. فكلما سألنا عن أنفسنا «من نحن؟» تكون الإجابة الصمت والتململ ..!
لكن كيف يمكن أن نوظف هذا الألم حتى نستطيع بناء أنفسنا من جديد؟
هو بالأدارة الحقيقية والخطوات العملية .  ،،! نعود ونعرج على عيد النوروز رغم انه ذو طابع قومي يخص به الكرد في العراق . فانه لايخفى ان جماليته بمزامنته مع فصل الربيع  الذي يمكن ان يكون فصلا للتآخي . ويمكن ان تصبح احتفالات النوروز ساحة كبيرة تعبر عن التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي . ويمكن تدعيم هذه الفكرة بالوسائل العملية في تعزيز روح المواطنة من اجل صورة للمستقبل يضع الجميع داخل اطار الوطن دون تمهيش وتمييز ،،!!


حسام الحاج حسين .
مدير مركز الذاكرة الفيلية .