×

أخر الأخبار

لماذا يجب عليَّ أن أصوم صوم الده

  • 13-04-2020, 16:47
  • 324 مشاهدة
  • قاسم العجرش

على الرغم من أن تاريخ السيد عدنان الزرفي، مؤطر بعدد كبير من علامات الإستفهام، إلا أن الرجل يبقى أحد المشتركين في العملية السياسية منذ سبعة عشر عاما، الأمر الذي يمنحه مشروعية إبتدائية؛ بتولي أي منصب في الدولة العراقية، مع أنه جوكر أمريكي أصيل، فهو مواطن أمريكي أولا وأخيرا؛ وإن كان من أصول عراقية.
الآن السيد الزرفي بات من الماضي، كمكلف لرئاسة الوزراء، لكن تكليفه المثير للجدل من قبل رئيس الجمهورية، يبقى علامة يتعين الوقوف عندها طويلا، فقد تسبب هذا التكليف بداء شقيقة رهيب؛ للساسة العراقيين، خصوصا الشيعة منهم، بل أن درجات متفاوتة من الصداع أصابت الفعاليات الأجتماعية، والمحللين السياسيين، وحتى من المؤسسة الدينية..لماذا؟!
الإجابة متروكة للساسة أنفسهم، يجيبون عنها وإن كنا نعتقد أن الإجابة ستعييهم!
الأمر ذاته ينسحب على السيد مصطفى الكاظمي، فهو موظف في الدولة العراقية منذ أعوام، وتدرج بالمراكز الحكومية؛ الى أن تبوأ رئاسة جهاز المخابرات العراقي، وهو ما يمنحه صك غفران؛ عن كل ما يثار ضده من أقاويل وأتهامات.
في قصة الزرفي؛ وخلال أيام التكليف؛ وقف العراق كله على قدم واحدة؛ دون أن يتسلل لها التعب، فقد كان جميع من يعنيهم الأمر، مرعوبين من هذا القادم الخطير، فيما لو أصبح رئيسا للوزراء؛ وكأنه لم يكن بينهم يتنقل من كتلة الى أخرى، ومن منصب الى آخر، وبدوا وكأنهم عرفوه وإكتشفوه للتو!
الرئيس برهم صالح؛ ومنذ ستة أشهر لغاية صباح الخميس 9ـ نيسان ـ 2020، كان وبمهارة الحاوي؛ يتلاعب بأعصاب الساسة الشيعة؛ وأستطاع وضعهم في زاوية ضيقة، وبدأ لعبة الحية ودرج معهم، برفض جميع مرشحي الشيعة لمنصب رئيس الوزراء، وجعلهم في نهاية المطاف يقبلون بما كان يخبئه لهم!
موقف رئيس الجمهورية الخارق للدستور، كشف عن عمق أزمة مؤسسة رئاسة الجمهورية، وهي المؤسسة التي كانت توصف؛ بإنها جهة بروتوكولية في بنية الدولة العراقية، لكن أتضح من طبيعة أداء رئيس الجمهورية، ومن وسائله وأدواته التي أدار بها قصة رئاسة الوزراء، أن مؤسسة رئاسة الجمهورية ليست ديكورا فارغا؛ كما تصورها الفارغين سياسيا، بل توصل الجميع وبضمنهم هؤلاء، أن صلاحيات رئاسة الجمهورية أكبر مما كنا نعرف!
لقد كان واضحا أن تكليف الزرفي؛ مجرد محطة في مسار ما يراد للعراق أن يكون عليه، والسيد الزرفي ستتم مكافأته؛ وسيكون حجم المكافأة، بحجم أداءه المتقن في مسرح اللامعقول السياسي، الذي بدا فيه الساسة الشيعة قادة من ورق، أو مجرد ظواهر صوتية!
في القصة أيضا؛ كانت الحقيقة التي تم التوصل اليها من قبل جميع من يعنيهم الأمر، أن ثمة شيء ما وراء هذا التكليف المريب؛ وأن هذا الشيء كبير جدا بحجم من يقف وراءه، لكننا أكتشفنا ونحن في طريقنا الى الأزمة، أن مخططا رهيبا كان يعد للعراق، وأكتشفنا أيضا أبطاله، وربما هذه هي الفضيلة الوحيدة التي إستفدنا منها أثناء الأزمة!
مشهد التكليف تدرج من تكليف بلقاء منفرد، بين محمد توفيق علاوي ورئيس الجمهورية الذي بدا بوجه لا يمكن للسيف أن يقطعه، الى حظور بعدة نواب في لحظة تكليف الزرفي، ليسدل ستار التكليف على حظور أغلب القيادات السياسية الشيعية، لحظة إستلام الكاظمي كتاب التكليف بيساره من الرئيس صالح!
إتضح أخيرا أن السيد الكاظمي كان هو المرشح الأول والأخير، وكل ما سواه؛ لم يكونوا إلا “خردوات” في المخطط المخيف!
بعد سبعة عشر عاما بالضبط من سقوط صدام، إتضح أن العملية السياسية في العراق تلد رجالها من سفاح..حيث يتفق زناة الليل على إثبات انهم ليسوا عقماء ..!
كلام قبل السلام: للحليم الذي تكفيه الإشارة؛ في كل ما تقدم ثمة مساحة يمنع الحديث عنها منعا باتا، لأن المتحدث فيها سيرمى بالزندقة والكفر والإلحاد، وسيكون غيث التميمي وفائق دعبول؛ أشرف وأنقى وأطهر منه، ولذلك فأنا صائم صوم الدهر عن تناولها!
سلام..