×

أخر الأخبار

مـــحـــكــمـة لاهـــــاي.. حـــــضـــر العـــالــم وغاب الــــــعــرب

  • 18-01-2024, 16:10
  • 73 مشاهدة
  • النائب عباس الجبوري لجنة العلاقات الخارجية النيابية

١-شهد الخميس الماضي وقوف (إسرائيل)على ساق واحدة في محكمة العدل الدولية في لاهاي في دولة هولندا في قضية رفعتها دولة جنوب افريقيا ضد الكيان الصهيوني لاول مرة في تاريخ هذا الكيان

٢-(الابادة الجماعية  )هو عنوان التهمة الموجهة للكيان الاسرائيلي وارتكاب جرائم حرب ضد شعب ينتمي الى عرق واحد ودين واحدوتدمير ظروفه  المعيشية عبر مفردات(الجوع -الماء-المرض-الخوف)

٣-قدمت جنوب افريقيا ملف الاتهام ب٨٤صفحة مخضبة بالدماء ومبللة بالدموع وبرائحة البارود وعفونة الجثث المتناثرة في شوارع غزة وبأجواء دخانية وتحت أصوات القصف والصواريخ وآلام الحصار المميت

٤-(نحن جزء من انسانية واحدة)بهذه المقولة المنسوبة للزعيم الراحل نيلسون مانديلا افتتح وزير العدل في جنوب افريقيا جلسة محاكمة (اسرائيل)مما سهّلَ له عملية الدخول الى القضية محل الاتهام بحكمة وتوثيق عالي المستوى جعلت الاسرائيلين يشعرون بالخوف تحت وطأة التهديد وان زعمائهم عرضة للسجن والملاحقة

٥-قرارات محكمة العدل في لاهاي نافذة ونهائية وغير قابلة للطعن ولكنها لاتوجد اي وسيلة لتنفيذها او الالزام بها باحترامها ولكن يمكن ان تشكل قراراتها (سابقة قانونية) توضع في سجل الدولة المتهمة مما يعمق من عزلتها ويضر بسمعتها الدولية القائمة على مرتكزين(القانون-والسياسة)

٦-المحكمة تتكون من ١٥قاضي من مختلف دول العالم واذا لم يوجدقاضي للدولة المتهمة (اسرائيل)والدولة المشتكية(جنوب افريقيا)فيسمح لهما بتعيين قاض لكل منهما

٧-هناك شقان في القضية المرفوعة هما (شق عاجل)يطالب بوقف الحرب وعمليات الابادة و(شق آجل)يطالب بمحاكمة مرتكبي الجرائم وقد حشد الطرفان جيشاً من المحامين في الادانة والدفاع في قضية انسانية بكامل المواصفات

٨-(اسرائيل)ترى ان القضية فاقدة (للاساس)التي تستند عليه اي الاسباب الشكلية للدعوى وهو اتهام ركيك ثم رمت التهمة على حماس التي مارست الابادة الجماعية يوم ٧أكتوبر كما تقول اسرائيل وتتهم جنوب افريقيا بتشويه سمعتها عبر هذه المحاكمة وتطالب باسقاط القضية باعتبارها مفبركة وانها تقاتل ضد الاعمال الارهابية ومرتكبيها

٩-(خطاب الابادة )التي تكلم به جميع حكام الكيان الصهيوني عبر مكالمات واحاديث ووصايا وأوامر للجنود وتم ترسيخه على الارض في أذهان الجنود والمقاتلين تمت محاكمته في خضم الدعوى التي رفعتها بلاد نيلسون مانديلا الزعيم الذي أسقط نظام العزل والفصل العنصري في بلاده قبل عقود عاد ليوجه له اللكمات ومحاكمته عليها مستندا على وثائق وصور وتسجيلات مطمئنة في مرافعته المهنية والخالية من الحشو والانفعال فصفق لها العالم بانبهار شديد

١٠-العرب هذا العنوان الذي يحمل في ثناياه الكثير من الانصاف والمواقف المسؤولة جرده مسؤولوه من كل عناصر القوة والمسؤولية والتعاطف فتحول الى جمهور على مدرجات التشجيع والانفعال وكأنه في مشاهدة مباراة كرة قدم شيقة وباهداف نادرة وتحكيم نزيه

١١-كان العالم يتابع المحاكمة وكان العرب ينتظرون قرارات ربما تحفزهم على الحب ولو من طرف واحد لان الطرف الاخر (الحكام)كان يلوّح للاخرين ان ينهوا المباراة الدموية بسرعة أكبر  لانها اصبحت تحرجهم قليلاً وترهقهم كثيراً   وهم امنياتهم التي علقوا على أشجار الميلاد كانت ايحاءات لطلب الراحة والاستجمام على بساط من الرمل الناعم الوديع ليستسلموا لأحلام عام جديد بلاغزة ولا فلسطين
ولاشباب يملأ الشوارع بالهتاف لفلسطين منذ ٨٠عام